<img src=http://www.babnet.net/images/8/janaza0.jpg width=100 align=left border=0>
بقلم: شكري بن عيسى (*)
العدوان الصهيوني الغاشم على شعبنا الفلسطيني في غزة قابلته كل قنوات العالم الاخبارية باستنفار شبه كامل، وكان النقل بالنسبة للبعض منها بالدقيقة والثانية، والمراسلين كانوا على عين المكان والتغطيات كانت على مدار الاحداث وعلى مدار الساعة.
العدوان الصهيوني الغاشم على شعبنا الفلسطيني في غزة قابلته كل قنوات العالم الاخبارية باستنفار شبه كامل، وكان النقل بالنسبة للبعض منها بالدقيقة والثانية، والمراسلين كانوا على عين المكان والتغطيات كانت على مدار الاحداث وعلى مدار الساعة.
في تونس اقتصر الامر على النشرة الرئيسية للانباء وبعض النشرات الفرعية بالنسبة للاعلام العمومي، وبالنسبة للاعلام الفضائي الخاص فان الامر يكاد لا يذكر، واظهرت القنوات التي تدعي ارتفاع نسبة مشاهدتها انها غير معنية به بالكامل، واستمرت المنوعات والبرامج الترفيهية والالعاب صاخبة وخاصة مسلسلات بيوت النوم والخيانة والانتقام التي غرقت في شعابها العائلات التونسية، ولم تعش ما على وقع ما يحدث من قتل وتشريد وهدم للبيوت على يد الاحتلال الصهيوني شملت الالاف من اخوتنا الفلسطينيين.
Photo Archives
أضعف الايمان ان تنقل الاحداث بعض التفاصيل وان يكون الاطار تضامنيا وان تبرمج توثيقا كافيا وتبث أغاني ومسرحيات وافلام الدعم والصمود، ودعوة المحللين والمختصين لتفسير الأحداث وتحليلها واستشراف الاحداث لاستنهاض الهمم واعلان النفير.
في الشعانبي اليوم الاربعاء قبل الافطار يسقط من افراد الجيش بين شهداء وجرحى، اي منذ الساعة السابعة والنصف تقريبا، وفي حين بدأ الخبر يتسرب مع نقل المصابين لمستشفى القصرين بعد ساعة تقريبا، الا ان اغلب القنرات كانت متخمرة بمسلسلاتها ولم تقدر على قطع برامجها ونقل الاخبار وخسارة نصيبها من الاشهار عالي الثمن.
الخبر تناقلته صفحات الفايسبوك وبعض الاذاعات المحلية وتجاهلته القناة العامة الوطنية، وانتظرنا ثلاث ساعات تقريبا كاملة، الى حدود العاشرة والنصف لنشر الخبر مقتضبا ثم الاعلان عن بث ندوة صحفية في رئاسة الحكومة، واستمر الامر الى نشرة منتصف الليل حيث لم يأت لا الناطق باسم القوات المسلحة ولا جمعة وغازي الجريبي، وكان الخبر في القناة العمومية الاولى مقتضبا غير واضح لا في الملابسات ولا في التوقيت ولا في الضحايا. ولم يأت الناطق باسم القوات المسلحة الا قبيل الساعة الثانية بقليل ليعلن استشهاد عسكرين اثنين واستمرار العمليات لاجلاء المصابين وتعقب الارهابيين .
دم فلسطيني عربي يسيل غزيرا وحالات انسانية تدمي القلوب ولا نقل ولا تغطية ولا مواكبة ولا تحليل ولا استنفار ولا اخبار عاجلة الا عبر نشرات اخبارية محنطة، ثم تسيل دماء تونسية واعلام لا يُعْلِم ولا يتكلم ولا ينير ولما يُعَلٌِق يهمل نصف الحقيقة.
اعلام بلا ضمير بلا اخلاق بلا شرف مهني لا ينقل الحقيقة ولا ينقل مشاعر الصمود والنضال والمقاومة.. لا ينقل مشاعر التضامن.. بل يتخصص في تسطيح الوعي والتخدير والتغييب عن حقيقة الاوضاع.. ندفع له من اموالنا عبر المساهمات وعن طريق الاشهار المدفوع في النهاية من جيب المستهلك.. اعلام يستثير الغرائز ويستنهض المشاعر ويقصف العقول.. ويحطم المعنويات.. انه الارهاب الحقيقي.. في شقه المعنوي الفكري..
لا ندري في الختام ما علاقة ما يحدث في تونس بعد الخسائر المتواصلة، بعد كل التصريحات الوردية سواء للمرزوقي او جمعة او الجريبي، الذين على ما يبدو باعوا جلد الدب قبل سلخه، ولم يكن يهمهم سوى بيع الاوهام الدعائية.
كما لا نعلم حقيقة جهوزية جيشنا وحرسنا واستعلاماتنا التي باتت عاجزة عن تفكيك الامر وقاصرة عن المواجهة.
لا نعلم ايضا ما علاقة هذه الضربة الموجعة بالحملة التي قادها السبسي الداعية للفوضى المشككة في الانتخابات المنقلبة على الدستور مع زعامات جبهة الانقاذ بالاشتراك مع الاعلام الخاص والعام نوفمبري الهوى الذي انخرط بفاعلية في الدعاية للانقلاب.. وخلق المناخ المواتي لتنفيذ العملية الدموية القاصمة..
(*) قانوني وناشط حقوي
Comments
17 de 17 commentaires pour l'article 88672