نقطة مشتركة بين الرئيس الحبيب بورقيبة و الرئيس قيس سعيد..

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5e550840ccf313.01803637_pgklifneqhomj.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم : اسماعيل بوسروال


قال رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد ، منذ أيّام :
...

(( انه لايوجد في تونس رؤساء ثلاثة بل ثمة رئيس واحد هو رئيس الجمهورية يضاف الى ذلك رئيس حكومة و رئيس مجلس النواب ))

ذكّرني هذا التصريح بموقف الزعيم الحبيب بورقيبة عندما من الحديث عن رؤساء البلديات او التحاور معهم بعبارة الفخامة ( السيد الرئيس ))... و اتذكر جيدا انه في خطاب مباشر للشعب ، انبرى في صيغة التنكيت السياسي ، متوجها الى رئيس بلدية حمام الانف المرحوم الصادق بوصفّارة و قال له : لايوجد في تونس الا رئيس واحد بلام التعريف (( الرئيس )) وهو رئيس الجمهورية وهو بورقيبة اما انت فيتم الحديث عنك او التحاور معك بلقب (( رئيس البلدية )).

كان بورقيبة راغبا في السلطة قابضا عليها مستخدما لها متمتعا بصولاتها ... لايقبل ان ينازعه احد لاعلى الميدان و لا في الالقاب ...انها رغبة في التفرد بالمجد ...نزوع فرعوني للسيطرة ...نزوع مرضي تجسد في حالات كثيرة ، منها مثلا ، انه في خطاب عن ذكريات الكفاح من اجل الاستقلال اشار الى بعض المتظاهرين التونسيين رفعوا لافتة كتبوا عليها (( نطالب بعودة الزعماء من المنافى والسجون ) و ادان تلك اللافتة قائلا انه في الحقيقة لايوجد الا " زعيم واحد " هو بورقيبة .

هذه الحالة المرضية للزعيم بورقيبة و اصراره على نفي الآخر و منع ان يشاركه اي تونسي صفات الجهاد و الكفاح و المقاومة و كذلك رجاحة العقل و صواب الراي و صدق البصيرة


صورة تكررت في المشهد السيتسي الراهن 2020 حيث لاحظنا الرئيس التونسي قيس سعيد :

* ينحو منحى " التفرد المجد " اذ يتمسك بلقب ( الرئيس ) الواحد الاحد بلاشريك او منازع ... رئيس بلام التعريف علامة التفرد بنسخة واحدة لامثيل لها .

** ينحو منحى " التفرد بالسلطان " حيث برز ذلك في اختياره لرئيس حكومة ضعيف الشخصية ، حسب الظاهر ، و فاقد للسند السياسي حيث يساوي وجوده البرلماني صفرا من المقاعد ، وهو ما يذكرني باختيار الزعيم بورقيبة للمرحوم الباهي الادغم عندما قال عنه في خطاب علني ( اخترت الباهي الادغم رفيقا لي عوضا عن صالح بن يوسف لانني اعتقدت ان سي الباهي " نفس مومنة " و لاينقلب عليّ مثل صالح بن يوسف ...ثم قدح بورقيبة في الباهي الادغم بعبارات مشينة لاداعي لاعادة نشرها الان .

*** ينحو الرئيس منحى الاستبداد من خلال " التفرّد بالقرار " من خلال مسرحية ( استاذ القانون الدستوري ) التي لعب فيها دور البطولة في اخراج سمج لجهاز اعلام الرئاسة حيث احتكر لنفسه حق تفسير الدستور اتخاذ القرارات المصيرية و التحكم في تسيير الدولة .

يستخلص مما سبق ان الرئيس قيس سعيد لايرغب في العمل في اطار الديمقراطية التي صاغها دستور 2014 وهي معضلة كبرى اذ ان التونسيين لم يطبقوا بعد ما ورد في الدستور و خاصة
- احداث المحكمة الدستورية .
- تركيز الحكم المحلي

ان التيه السياسي لايساعد الشعب التونسي على التنمية و التقدم الحضاري ... بل ان الحكمة تتمثل في ( العقلانية ) حيث أتقن الدستور التونسي 2014 تحجيم الرؤساء الثلاثة و اقرّ التوازن بين السلطات الثلاث ( التنفيذية و التشريعية و القضائية )... و بذلك وضع الدستور حدا للانحراف نحو الاستبداد الرئاسي الفرعوني .

غير ان الخطر الداهم هي النقطة المشتركة بين الرئيس الحبيب بورقيبة( 1974) والرئيس قيس سعيد (2020) هي " الرغبة في التّفرّد بالمجد ) و التي قال عنها العلامة ابن خلدون في كتاب "المقدمة " انها ( مجلبة لزوال السّلطان.(،
فاتعظوا يا اولي الالباب !.ا



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 198625

BenMoussa  ()  |Mardi 25 Février 2020 à 13h 54m |           
تحليل عميق سليم
والحقيقة انها ليست مجرد نقطة مشتركة بل هي فكر وعقلية واحدة يتقاسمانها
فاللهم استرنا واحفظنا واعنا على نصرة الحق وهزم الباطل


babnet
All Radio in One    
*.*.*