مرزوق الذي صعد بسرعة وسقط بسرعة أكبر، لم يتعلم من دروس الماضي، ومازال يبحث عن المجد من خارج دائرة المجد وداخل دائرة التردي، فهو الذي مل الانتظار على باب تحيا تونس ولما لم يفتح له الشاهد وطال انتظاره ذهب الى طوبال، ليس للتشاور معه حول السبل الكفيلة ببناء تحالف من داخل الشروط السياسية السليمة، ومن ثم إعلان التوبة عن سلوك الاسترزاق السياسي الحرام الذي اوصله الى التسكع السياسي، لا.. ابدا! بل عاد الى الأساليب القديمة الممجوجة، عاد يستعطف التونسيين للسماح بعودة بن علي الى تونس مع أبطال مفعول القضاء، الى جانب التفويت له في ثروة الشعب التي نهبها، كل ذلك باستعمال دموع متمسحة، وتحت شعار"عار على تونس انو رئيسها يتدفن في بلاد أخرى"، وفي الحقيقة ليس هناك من بين 12 مليون نسمة من يعارض دفن بن علي في تونس، فقط يرغب مرزوق في عدم ملاحقة ثروة الشعب التي يرفض بن علي اعادتها او التفاوض حولها، فيما يصر الشعب على استردادها.
الى جانب العودة للاسترزاق السياسي بملف بن علي، عاد مرزوق يسترزق من "gــحف" عبير موسي، عاد يهدد ويتوعد من أسهم في فتح ملف صالح بن يوسف، هاله ان يتعرف الشعب التونسي على حقيقة تاريخه، وأن يعود لبن يوسف اعتباره، عاد يبني تحالفاته مع طوبال تحت شعار" الاجتماع المشترك بين حركة مشروع تونس وحركة نداء تونس من أجل وحدة الأمة ضد الفتن ودفاعا عن الحركة الوطنية ورمزها الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة"!!! عنوان يحمل عدة تجاوزات تصل الى حد الجريمة، اولها وصفه انصاف صالح بن يوسف وفتح أرشيف التاريخ بالفتن! ثم الادعاء انه هو محسن مرزوق"حفتر" وصاحبه سفيان طوبال"السيسي" سيشكلان جدار الصد الأول للدفاع عن الحركة الوطنية! ايضا هو مارس الهرف حين وهب لبورقيبة لقب زعيم الحركة الوطنية ووصفه بـالخالد!! وذلك نكاية في صالح بن يوسف وفي فتح الارشيف امام الثورة وفي إعادة كتابة التاريخ بالحبر الأزرق الطبيعي منتوج سبعطاش ديسمبر، وليس بحبر 23 جانفي 1963 او بحبر 12 أوت 1961، ذلك الحبر الأحمر المغموس في جثث المجاهدين.

أيها المحسن! أنت لا تمارس السياسة، انت تنتحل صفة سياسي، انت لست بصدد إنعاش خرافة الزعيم الأوحد، أنت بصدد استفزاز الشعب، الذي ستدفعه حماقاتك وحماقات التَّأليه الاغروبيزنطي، على تحويل بورقيبة من رئيس شمولي باطش في المخيال العام، الى كائن مكروه، بحكم خزعبلات الكائنات التي باعته في شيبته وضعفه لبن علي، ثم وبعد ان غيّبه الموت، استعملت رفاته في تلْقيط السحت السياسي.