الاسلام السياسي كان ضرورة مرحلية انتهت صلوحيتها

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5b4c8a1d3ea992.23837578_lnqeofmipjgkh.jpg width=100 align=left border=0>
مرتجى محجوب


مرتجى محجوب

لم يكن ممكنا و لا مجديا بعد ثورة 17 ديسمبر/14 جانفي ، ان يتم اقصاء أي طرف أو مكون سياسي متواجد على الساحة التونسية و خصوصاً بعد اكثر من 60 عاما من الانغلاق و الانسداد السياسي و الاستبداد و قمع المعارضة و الراي المخالف .

...

أما و قد شارك الاسلام السياسي ممثلا في حركة النهضة في العملية السياسية و ساهم في سن الدستور و ممارسة الحكم، و بعد أن تبين جليا لجميع التونسيات و التونسيين ان السياسة و الدين خطان متوازيان لا يلتقيان و ان رفع شعار الدين في السياسة ماهو الا استثمار رخيص لتحصيل منافع دنيوية و للوصول للسلطة ، إضافة لما يسببه من انقسام مجتمعي حاد ، تراهن عليه قوى داخلية و خارجية معادية للديموقراطية و لحق الشعوب في تقرير مصيرها ، فيصبح بديهيا و استعجاليا اليوم و قبل الغد ، تشريع قانون ضمن قانون الاحزاب ، يمنع توظيف الدين أو العرق أو الطائفة في العمل السياسي الذي يبقى اجتهاد بشري محض لا شان له بالمقدس و القداسة .
ليس في الأمر معاداة للدين أو المتدينين ،اذ ينص دستور 2014 صراحة على مسؤولية الدولة في حماية الدين و ضرورة تفعيل احكامه و تعاليمه و عدم التعدي على ثوابته .
و يبقى في المقابل من حق بل من واجب أي حزب سياسي ان يلتزم بدستور البلاد و ان يعارض أي مشروع قانون فيه تعدي على ثوابت الاسلام المعلومة بالضرورة على مر التاريخ ،و لنا في مشروع قانون المساواة في الارث خير مثال ، اذ و علاوة على الاعتراض المحمود على تمريره لقوى فاعلة في البرلمان ، فانه سيواجه اعتراضات لدى المحكمة الدستورية المسؤولة على احترام مقتضيات الدستور و عدم المصادقة على أي تشريع يخالفه .

كما ليس مطلوبا من المسلم ان ينزع رداء الاسلام عند ممارسته للسياسة بل هو فقط فصل ابستمولوجي على مستوى البرامج السياسية المقدمة بين مجالات متكاملة و لكنها غير متداخلة .

في هذا الإطار احيل السادة القراء الى مقالاتي السابقة المتعلقة بالموضوع :
Mariage islam démocratie : la fin de l'histoire_
_افكار و مقترحات لصياغة دستور تونس الجديد
L'islam n'est pas un fond de commerce_
_في الضرورة المستعجلة لتطبيع الحياة السياسية
_حوار افتراضي مع صديقي عكرمة
_اسئلة حائرة حول الزكاة
_الاسلام ليس زجاجا ليكسر!
_حتى لا يدوخ التونسيين...
_هل كل معارض للاسلام السياسي هو بالضرورة معارض للدين!
_الدولة ،السياسة،الدين: المخاض التونسي
_هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين...
_لا لفصل الدين عن الدولة
_لماذا لايمكن للعقل ان يناقض النقل
_الاسلام السياسي سرطان ينخر الاوطان
_المتاجرة بالدين: البنوك الاسلامية مثالا
_الاسلاميون عقبة كبرى امام تحرر الشعوب العربية و الاسلامية
_ردا على من قال بأن الصراع بين العلمانيين و الاسلاميين قد تجاوزته الأحداث!
_قانون المساواة في الارث و مدنية الدولة
_راشد الغنوشي: النهضة حركة ترفض استغلال الدين للسياسة!
_تحول النهضة المرتجى من اجل الوطن قبل الحزب
_نعم تونس و ليست تركيا هي النموذج و المنوال
_ديموقراطية السلطان اردوغان
على سبيل الذكر لا الحصر ، تجدونها على موقعي الخاص : mortajamahjoub.unblog.fr

و السلام .

ناشط سياسي مستقل



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


3 de 3 commentaires pour l'article 182591

Karimyousef  (France)  |Lundi 20 Mai 2019 à 11h 23m |           
Il est important de laisser le religieux en dehors de la politique.
Mélanger les deux est préjudiciable à la fois a la politique et à la religion.
La religion est une question purement personnelle.

Zeitounien  (Tunisia)  |Dimanche 19 Mai 2019 à 18h 49m |           
يدعو كاتب المقال لأن يكون حكام تونس كفارا.

Ra7ala  (Saudi Arabia)  |Dimanche 19 Mai 2019 à 18h 26m |           
بل الإسلام والديمقراطية متوازيان لا يلتقيان فالأول يدعو للحكم بما أنزل الله والثانية تدعو للحكم بما يهوى الناس وشتان بين الثرى والثريا. أنظروا للمسلمين عندما كانت السياسية مصداقا لما في دينهم أصبحوا أعظم دولة في عصرهم وضعفوا كلما ابتعدوا عن دينهم واتبعوا هواهم


babnet
All Radio in One    
*.*.*