<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5ba9c720d8cf37.73719102_inphklqmjgofe.jpg width=100 align=left border=0>
نصرالدين السويلمي
لما كان رئيس الجمهورية ينتقي من المصطلحات ما يتفق و رؤيته للأحداث، ولما كانت النهضة ترد بالقدر الذي تسمح به سياستها الحذرة، ولا تتعداه الى رفع اللبس وكشف الحقيقة كما هي وبعيدا عن العلاقات والتوازنات والحسابات، ولما كانت رسالة الاعلام السليمة تدعو وتلح على تسمية الاشياء بمسمياتها وعدم اخضاع المعلومة لغربال التوازنات، كان لابد من تفكيك الترميز الذي اعتمده رئيس الجمهوري الباجي قائد السبسي خلال حوار مساء الاثنين عبر قناة التونسية، ولعل اهم ما يمكن الوقوف عنده هو حديثه بطريقة توحي بان النهضة ممثلة في رئيسها راشد الغنوشي قدمت له معلومة واضحة تفيد بانها انهت التوافق واختارت مسارب اخرى، ونفضت يدها من السبسي كما ورد على لسان الرئيس، وكما جاء في عناوين العديد من وسائل الاعلام المحلية، فيما ذهبت مواقع عربية الى ان السبسي هو من انهى علاقته بالنهضة، وكأنّ الامر جاء نتيجة لقرار معزول عن سياقات التجاذبات الاخيرة التي شهدتها الحياة السياسية.
لما كان رئيس الجمهورية ينتقي من المصطلحات ما يتفق و رؤيته للأحداث، ولما كانت النهضة ترد بالقدر الذي تسمح به سياستها الحذرة، ولا تتعداه الى رفع اللبس وكشف الحقيقة كما هي وبعيدا عن العلاقات والتوازنات والحسابات، ولما كانت رسالة الاعلام السليمة تدعو وتلح على تسمية الاشياء بمسمياتها وعدم اخضاع المعلومة لغربال التوازنات، كان لابد من تفكيك الترميز الذي اعتمده رئيس الجمهوري الباجي قائد السبسي خلال حوار مساء الاثنين عبر قناة التونسية، ولعل اهم ما يمكن الوقوف عنده هو حديثه بطريقة توحي بان النهضة ممثلة في رئيسها راشد الغنوشي قدمت له معلومة واضحة تفيد بانها انهت التوافق واختارت مسارب اخرى، ونفضت يدها من السبسي كما ورد على لسان الرئيس، وكما جاء في عناوين العديد من وسائل الاعلام المحلية، فيما ذهبت مواقع عربية الى ان السبسي هو من انهى علاقته بالنهضة، وكأنّ الامر جاء نتيجة لقرار معزول عن سياقات التجاذبات الاخيرة التي شهدتها الحياة السياسية.
خير السبسي تقديم الصورة من زاوية خاصة جدا، تلبية لغضبته او ربما ذلك ما املته عليه متطلبات رد الفعل على عدم استجابة النهضة لحزمة الشروط التي وصلتها من شريك التوافق عبر بوابة الرئاسة، والمتابع لسياسات النهضة يستحيل عليه تصديق ان الغنوشي ذهب الى السبسي وطلب منه قطع العلاقة كما صرح الرئيس ، وإنما المسالة تعلقت باشتراط ندائي تجذر بعد النزيف الذي شهده الحزب، هذا الاشتراط الذي يخير النهضة بين القطيعة النهائية، أو التخندق مع النداء والانتصار له في محنة النزيف بالوقوف الجاد والحازم ضد الشاهد، وهو الامر الذي لا تملكه الحركة حتى وان تجاوزت المنطق وانخرطت في مثل تلك الرغبات، فلا النهضة ولا غيرها يمكنهم الوقوف في وجه الانهيار او التحرك بفاعلية لايقاف النزيف، تلك خصائص الحزب الذي تأسس على عمر افتراضي وصل الى ارذله، وتلوح ارادة القدر فيه اقوى بكثير من ارادة الاشخاص والاحزاب وغيرهم من القوى العاجزة على ايقاف زحف النواميس.
في المحصلة وتحت ضغط أرخبيل النفوذ الندائي، رفض السبسي مواصلة العلاقة مع نهضة برغماتية تعتمد المسايرة والتاني ، وتتجنب قرارات الاسود والابيض، واختار اعلان القطيعة والإعلان غصبا بانها صدرت من النهضة، ولم يقل الرئيس ان الحركة ارادت الإبقاء على علاقة جيدة معه ومع الشاهد، مع النداء والكتلة المنفصلة عنه، مع الجميع.. لم يقل ذلك لأنه قرر أن تنتصر النهضة لاحد شقوق النداء، وان تناصب العداء للرجل الذي جاء به الرئيس من حزب الرئيس! كانت تلك شروط مذلة تفرض على الغنوشي تزكية خيار السبسي حين شطب الصيد بلا سبب وجيه وانتشل الشاهد من كاتب دولة الى رئيس حكومة، بل تفرض عليه دعوة حركته لإشباع كرنفال التنصيب بالزغاريد، حتى اذا غضب الباجي يتحتم على الغنوشي ان يغضب لغضبته ويدعو مؤسسات الحركة وقواعدها لاستنفار كل ما لديهم من ملكات الغضب، لقد اراد السبسي ان تستمر النهضة في التمتع بــ"ماركة" التوافق فقط لا غير، بينما يتحكم هو في جميع شروطه، متجاهلا اعادة الانتشار واتجاه البوصلة وحركة المزاج العام، متجاهلا الخارطة وتقلباتها ومتطلباتها، ربما اعتبر السبسي أن التوافق بتلك الشروط المائلة سيحيل النهضة على نضام "ساتي" اين يتحتم على المرأة الطاهرة في اعراف بعض القبائل الهندية، ان تحرق نفسها اثر وفاة زوجها، وإذا كانت كتب "الفيشنو" المقدسة لدى الهندوس، تعتبر حرق المرأة هو الخيار الاسلم، إذْ ليس بإمكانها توفير الحياة الكريمة الشريفة لنفسها إثر وفاة زوجها، وقياسا يتحتم على النهضة الاحتراق حين احترقت الاحزاب الحاملة لخصائص الالتهاب، فإن القرآن الكريم نظم العلاقة بين الاشخاص كما بين الجماعات والاحزاب حين قال" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب".
Comments
12 de 12 commentaires pour l'article 168329