الولادة الحقيقية للتيار الديمقراطي.. حظ موفق لمحمد عبو ورفاقه.. تونس تحتاجكم

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5b7487a2d37820.50748839_eqljkmofnhigp.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

كنت كتبت النص "المرفق"، منذ اكثر من سنتين ، وما زلت اقول بجميع ما فيه، مع اضافة تؤكد ظهور طفرة في تحرر محد عبو من حرج النص ومحاذير المسلمات، فقبل سنتين كان عبو يعاني من برود كبير تجاه الهوية، ويرغب في كتم اي فكرة تحوم حولها حتى لا يضطر الى ابداء رايه الذي يصادم جل انصار التيار وان كان يتناسق مع قياداته، وكان كثيرا ما تجبره التوازنات على كتمان رايه واعتماد العبارات المموهة للخروج من الازمة، تلك وضعية اقلقت زعيم التيار، وسببت له الاحراج امام العائلة الحداثــ"وية"، لكن وللحفاظ على حاضنة محافظة، حاول محمد عبو والسيدة سامية وبقية القيادة، ايجاد منطقة برزخية، يشدون فيها القواعد الموصولة بالهوية، ولا يخسرون وجه الحزب التحرري ، ثم والاهم لا يصنفون من لدن مراكز القوى الحداثوية، كمهادنين للثوابت.

...



يبدو ان الكثير من متابعي الشأن السياسي في البلاد، فشلوا في فهم طبيعة الرموز الفاعلة على الساحة، فانقسموا بين من ينزه ومن يشنع في المطلق، ذلك ما تعرض له التيار منذ الأمس،او منذ جاهرت قياداته بالحقيقة الغائبة او المغيبة، لذلك لابد من التأكيد ان عبو والقيادات الصانعة للقرار التياري، لا تعوزهم الحسابات ولم يدفعهم الارتباك الى الانتصار الحرفي للّجنة ومخرجاتها على حساب القطعي من نصوص القرآن الكريم، بل فعلوا ذلك بعد سلسلة من الحوارت الداخلية افضت الى ما صرح به الامين العام الحالي غازي الشواشي والامين العام السابق محمد عبو، وهي خلاصة واعية وشجاعة، تقطع مع المراوحة وتقاطع التفحيج المهين، وتثبت خيار الوضوح الذي اعلنه عبو والتيار اكثر من مكرة ولم يتم تجسيده بالكيفية المطلوبة، والوضوح يعني ان التيار قطع مع مجاملة شريحة من القواعد نزحت اليه من النهضة، بعد ان اقدمت الحركة على الانخراط في توافق اعتبروه خادشا لهيبة الثورة، واختاروا الالتحاق بالتيار تحت تعريفات ارتاحوا اليها، تقول ان الحزب الجديد ينتصر الى الثورة "ظالمة او مظلومة" الى جانب انه لا يعادي الهوية كما لا يطرح نفسه وصيا عليها، لكنه حين يتم استهدافها بعمق سينحاز اليها ليس بخلفية عقدية وانما بخلفية احترام المجتمع وعدم مصادمته بالنشاز وعدم فرض رؤى اقلية حديثة متارجحة، على اغلبية ثابتة وعميقة، كانت تلك فلسفة الكثير ممن التحقوا بالتيار وارتضوا هذا التبرير وارتاحوا له، وكان واضحا ان قيادات هذا الحزب، قلقة من خلفية قواعدها وانجذابهم الى الهوية، ووجدت نفسها بين نارين، إما الاحتفاظ بوعاء لا يتجانس مع القناعة الثقافية للقيادة، ويلتقي معها فقط على ارضية الثورة، او الحسم ! ومن ثم تسريح الاغلبية، من خلال تصريحات صادمة لقناعاتها العقدية، والقبول بقلة ترضى بإسقاط الهوية نهائيا من نضالاتها والابقاء على وشائج ثورة منزوعة الثواب.

بعد مساحة التردد التي ارهقت عبو ورفاقه، جاء تقرير بشرى بلحاج المدعوم من رئيس الجمهورية، ليلتقطه قادة التيار، الذين جعلوا منه محطة صالحة للقطع مع من يرتبط معهم على شرط الهوية والثوابت، ويقدمون فيها بعض العروض الجدية لقطاعات ثورية لا تدخل الثوابت في مجال اهتماماتها، قطاعات، منها العاطل والمشردة والموزع هنا وهناك، قد يكون الوقت حاسما للم شملها تحت لافتة حزب لا نقاش في ولائه للثورة، زعيمه احد الوجوه العلمانية الوطنية المشهود له بالنضال، والمستعد لتقديم الثوابت قرابين لنوع من الحقوق المنبثقة عن ثقافة غربية متنصلة مقاطعة لقاموس الاخلاق والشرف والعفة والدين، رغم ذلك يبقى عبو وحزبه الافضل الى جانب الحراك لقيادة الجبهة العلمانية وسحب البساط من تحت اقدام اعداء سبعطاش، الذين لم يتوقفوا ومنذ مطلع اربعطاش عن السعي المحموم للقطع مع المنجز التاريخي والعودة الى احضان لصوص المال والسياسة.


تصريحات عبو والشواشي لم يتم التعامل معها من زاوية التخصص واحترام عقول الناس والقطع مع التحشيد المخاتل، والا فان التيار قدم نصيحة مخلصة لكل من يرتبط به، مفادها ان مسألة الثوابت غير قابلة للتصريف في اجندته، ولا مكان لها في حاضر الحزب ومستقبله، هذا ما سيسهل مهمة الانحياز، فالتصريح الذي قدمه الشواشي ثم عبو، يؤكد ان الذين سيلتحقون بالحزب على شرط "الحرية" المطلقة على حساب الدين والعرف ، سيجدون في التيار المنافح الشرس على قناعاتهم، أما الذين التحقوا وسيلتحقون على شرط الهوية، فيدركون جيدا وبعد تسفيه النص القرآني الصريح من قبل الشواشي، أن لا حرمة لنصوص شرعية ولا حصانة لأحكام قرآنية في عرف وثقافة حزب التيار الديمقراطي، وان التصريحات الصادمة والمتتابعة للأمين العام الحالي لحزب التيار"الشواشي"، والامين السابق وزعيمه"عبو"، إنما تؤشر الى قوة الموقف ووضوح الصورة وقطعية الرسالة التي ارادوا توجيهها الى اكثر من جهة، وعلى راسها "شعب" الهوية داخل الحزب.

اذا خسر اصحاب الهوية حزب التيار، الذي خرج من الحياد المريب الى الخصومة الواضحة مع الثوابت، فانه من الحمق ان يدب الخلاف بين شركاء مشروع سبعطاش، وان كانت غالبية الشعب تلتقي على الاسلام العقدي، فمصلحة البلاد تحتم التعايش مع بقية "المسلمون ثقافة ووراثة"، ما دام الالتقاء على شرط الانتقال الديمقراطي، وما داموا يكتفون في مشاغباتهم باستعمال الأقليات النافذة، ولا يدعون الى السطو على ثوابت الوطن بالنار والحديد.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


10 de 10 commentaires pour l'article 166373

IndependentMen  (Tunisia)  |Jeudi 16 Août 2018 à 12h 36m |           
Abid tounsi
إنّ صناعةَ برنامجِ عملٍ دعويّ واقعي ومتكامل يُخرج الأمَّةَ من حال
الاستضعافِ إلى حال التَّمكين أمرٌ، أكبرُ من أن يُطيقَهُ فَرْدٌ مهما علا كَعْبُهُ في
العِلْم ورَسَخَتْ رِجْلُه في أرض التَّجرِبة، حيث يُعتبَرُ الحَل الأُحاديُّ في
أطروحاتِ الجماعاتِ الدَّعوية من أبرز أسباب قُصورِها عن إيجاد الدَّواء
النَّاجع لأَدْواء الأ مَّة إذ الاقتصار على الحلّ الفِكريّ التَّوعويّ أو الوعظيّ،
أو الاجتماعيّ أو، النّقابيّ ... والاعتقاد أَنَّه وَحْدَهُ المخْرَجُ من الفتنة يَكشِفُ
قُصورا عن إدراك عُمْقِ المشكلة ، ومَبْلغَ تَغَلْغُل النَّخْر العالمانيّ في نفوس
النَّاس ومدى تَمَكُنِه من اَليات حُكْمِ الواقع . إن داء بُثَّ سُمهُ في كُلِّ عُضو
ومفصل يحتاجُ إلى أنواع مختلفة من المعالجات لاختلافِ طبائعِ أجزاءِ البَدَنِ
في مدافَعَتِها للمَرَضِ ، ولأنَّ المرضَ الأُمَ قد أَفْرَزَ أَدْواء جديدة مع تمكُنِه في
البدن. إن الدعوة في حاجة إلى كلّ أنواع العلاج لِدَفْع المَرَضِ، ويبقى بعد
ذلك للحُكماء تقدير نِسَبِ الأَدْوية وما هو،الأوَّل والأَوْلى، و ما هي الحاجة
إلى تغيير النِّسب مع تغيُّر الأحوال وتتابع المراحل ، فالمسألة ليست تصادُمَ
الحلول و إنما كيف نجعلها متكاملة
البقية في الرابط : ص 317
http://www.aricr.org/books/3aalamaniyah.pdf

Scorpio  (Tunisia)  |Jeudi 16 Août 2018 à 10h 39m |           
Article très bien écrit dont je partage toutes les idées.
Certains révolutionnaires avaient rallié le courant démocratique car ils y voyaient une alternative à Ennahdha qui les avait "trahi" en s'alliant avec Nidaa Tounes. Désormais, le courant démocratique a bien choisi son camp. Pour lui, la religion et les convictions religieuses ne sont qu'un patrimoine culturel et sociologique qui ne convient plus à notre époque et dont il faut se débarrasser. Selon ce parti, il faut nettoyer notre système
juridique de toute référence religieuse et sur ce point, il rejoint toute la gauche y compris Bouchra. Au-delà de la déception que cela pourrait engendrer chez les personnes conservatrices qui étaient, à juste titre, tombées amoureux de l'engagement des Abbou et de leur intégrité, cela a au moins le mérite de clarifier les positions de chacun. Désormais, le courant démocratique ne joue plus sur le terrain d'Ennahdha et ne pourrait plus puiser
dans son vivier électoral. Il s'impose comme un parti de gauche sociale non identitaire ni conservateur. Un parti qui tout en reconnaissant certains droits aux musulmans de ceux pays (comme le foulard ou les rites islamiques) au nom des droits de l'homme, ne voudrait pas que l'Islam intervienne d'une manière ou d'une autre dans la gestion de l'Etat. Il reste tout de même un parti intègre et clair dans ses positions et serait une bonne
alternative à la gauche caviar, opportuniste, non militante et arriviste. Ennahdha de son côté, et malgré tous les reproches que l'on pourrait lui faire, monopoliserait le terrain identitaire et se présenterait comme une option claire, solide et fiable pour les révolutionnaires-conservateurs de ce pays. A moins qu'elle ne change de position sous la pression? Wait and see!

Abid_Tounsi  (United States)  |Jeudi 16 Août 2018 à 10h 22m |           
@IndependentMen

التنظير سهل، فما الحل حسب رأيك على أرض الميدان؟؟

الحداثويون ضد الشريعة و تطبيقها، و هذا أمر مفروغ منه.

النهضة، نشيطنها و لا نساندها حتى بالوقفات المناهضة لهذا التقرير المخزي... فكيف ستتصرف إذن.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Jeudi 16 Août 2018 à 10h 05m |           
تحياتي الى الجميع والبداية مع هذا المقال عن التيار الذي اصطف مع فريق النافورة حول تقرير بشرى .وبصراحة علينا أن نستلهم من التجربة الديمقراطية الهندية الناجحة والتي قدمت للعالم ممارسة ديمقراطية ضخمة لأكثر من مليار ومئتي مليون مواطن في أكثر مجتمعات العالم تعقيدا وتنوعا من حيث تعدد الأديان واللغات عبر هياكل سياسية دائمة تؤمن للجميع فرص المشاركة السياسية العادلة عبر مجلسين البرلمان ومجلس الشيوخ وهو ما ينقصنا .فلم تتضرر الهند بعبدة البقرة وتونس أيضا
لن تتضرر لو حذونا حذو الهند .

Civil  (Tunisia)  |Jeudi 16 Août 2018 à 09h 29m |           
بالنسبة لي عبو و غيره حر في رايه و كلامه

و أما صاحب المقال فلا يختلف عن النداء و لا الجبهة في منهجية التعبئة
و البحث عن
المناصرين مهما كان حجمهم
المهم الظهور في لباس المثقف الواعي الثائر على المالوف العربي التونسي
المتداول الشعبي المعروف الذي يختاره اغلب الشعب دون تفكير و تمحيص و بغباء و ولاء
هكذا يرون الامر
و أرى أنو السبب الحقيقي هو التموقع و التقوقع لمص دماء الشعب
و ان كلف الامر البحث في الفريب و المزابل
ولما لا فالعالم الان يعيش موضة إعادة التدوير

IndependentMen  (Tunisia)  |Jeudi 16 Août 2018 à 08h 51m |           
على أنصار الهوية أن يهدموا نهائيا من عقلهم الباطن صنم حركة النهضة بقيادة كاهنها الأكبر منذ زمن.. ...
لأنه دين العالمانية الملتحية، ينزع من الدين قلبه، ويحوّله إلى قشور شفافة.. ولذلك فمطلب الدعوة يجب ألا يكون الانصراف عن دعم العالمانية الملتحية وإنما الانصراف إليها لبيان أنّها والعالمانية الصريحة سواء.. ولا أمل في خلاص دون مواجهة جميع العالمانيات بحقيقة الإسلام.
ويبحثوا عن خلاص من داخل الإسلام
إني في كل هذا لأجد ريح يوسف

IndependentMen  (Tunisia)  |Jeudi 16 Août 2018 à 08h 33m |           
رسالة مفتوحة..
رسالة إلى الاخوة الحركيين -وفقهم الله- : لا تمكين قبل تصحيح مفاهيم الأمة في ضوء حقائق الإسلام المنزّل؛ فإنّ للنصر سننًا لا يحيد عنها.. ونصر الله لا يقوم على أرض ينخر عقائد أهلها سوس العالمانية والليبرالية ... عودوا إلى ميادين البلاغ والبيان؛ فالعود أحمد..
منقول د.سامي عامري

Rommen  (Tunisia)  |Jeudi 16 Août 2018 à 08h 20m |           
سقوط عبو الزوج و الزوجة في مزبلة التاريخ تجلى في تحالفاتهما و مواقفهما في الانتخابات البلدية
و أظهرا أنهما لا يملكان من الديمقراطية إلا الإسم و أنهما منافقان يسعان وراء الكراسي
موقفهما الأخير يظهران أنهما مثل المغزاوي مغفلان أحمرة يسبحان ضد التيار. يشاهدان نداء يغرق برئيسه و النهضة تنتصر و يبديان راي في وقت غير مناسب لم يتجرأ اللاهث الاخر عل الكرسي مرزوق إبداءه

Abid_Tounsi  (United States)  |Jeudi 16 Août 2018 à 07h 59m |           
هم كذلك، و لا بد من القبول بالتعايش معهم كإخوة في الوطن... لكن لا بد من معرفة حقائقهم.

Mandhouj  (France)  |Mercredi 15 Août 2018 à 21h 54m |           
C'est un article courageux par sa nature de médiation qu'il pense ou souhaite offrir entre les familles politiques qui ont subi la dictature, qui tiennent à la finalisation du processus constitutionnel et celui de la justice transitionnelle, en excluant les composantes du front populaire, qui sont pour une société égalitaire et de gauche laïque. Du coup je peux dire que l'auteur pense à une feuille de 18 octobre2 (2, ça me fait penser à la
feuille Carthage 3 ! . ).

À ce que je peux comprendre à travers cet article et le positionnement du courant démocratique du rapport de la commission des libertés et de l'égalité, qu'il suffit de mettre de côté ce qui est identitaire religieux pour peut être rassembler plusieurs fractions de la famille démocratique louée à la révolution et à ses objectifs en développement et démocratisation de la société et qui tient fort et sans concession aucune au pluralisme,
politique, syndical, et culturel, pour former une sorte de front politique qui pourrait produire un autre équilibre sur la scène politique et qui pourrait faire avancer la démocratie et la réalisation des objectifs de la révolution. La question que je me pose : de sa position dans une opposition solide et fortement représentative ? Où de sa position pouvoir ou partenaire dans un pouvoir ? En cas cette nouvelle organisation politique plurielle
mais homogène au même temps, décide d'aller au pouvoir, avec qui ça pourrait se faire ? Ennahdha ? Nida tounis ? Le front populaire ?

Je me limite à ça. Et la discussion reste ouverte.


babnet
All Radio in One    
*.*.*