المهم ليس ما قاله محسن مرزوق ، ولم يكن الهدف من ارفاق تصريحه الا للوقوف عند سلوكات هجينة تعودنا عليها منذ الاستقلال، عرفناها مع رحيل كل نظام او منظومة وقدوم اخرى، بل تعودنا بها مع رحيل كل وزارة وإحلال اخرى، ولا شك تذكر اجيال السبعينات والثمانينات والتسعينات ماذا وقع بعد رحيل الهادي نويرة وقدوم محمد مزالي ثم ماذا قالت حكومة صفر عن حكومة مزالي وماذا قالت حكومة بن علي عن خلفها، وماذا قال بورقيبة عن الباي وبن علي عن بورقيبة، ثم ماذا قالت منظومة 2014 حول منظومة 2011، والمثير والمقزز هو ما يقوله محسن مرزوق في حق منظومة اسهم في صناعتها، وكيف يثلب مرشح النداء الذي سوّق له هو نفسه كما سوق لبقية النواب.

واي خيانة اكبر من ان يقول مرزوق للشعب التونسي بان النداء هو سفينة النجاة والفرصة الاخيرة قبل الغرق والمخلّص الوحيد من غول الترويكا وهو الحزب الذي سيحول تونس في ضرف سنوات الى جنة.. تنمية محلقة، اقتصاد مزدهر، كفاءات تسير دول وليس دولة..ثم حتى إذا فشل في السيطرة على الحزب وتبين انه غير قادر على ازاحة الباجي بالشهادات الطبية، انسحب ثم اتى الى كل ذلك المديح وحوله الى هجاء! لما خسر معركته امام ابن الرئيس جاء الى الحزب الذي كاد ان يقول للناس اعبدوه من دون الله، وقال فيه ما لم يقله مالك في الخمر، لم يحدث ذلك بعد عقود ولا بعد سنوات، بل ولا حتى بعد اشهر، بل مباشرة بعد رميه للمنديل امام خصمه حافظ قائد السبسي، خرج مرزوق على الشعب التونسي ليعلن ان حزب العمار أصبح حزب الدمار.. حزب الخير اصبح حزب الشر..حزب المحبة أصبح حزب الكراهية!!! انقلبت الامور راسا على عقب واصبح حزب الايمان هو حزب الشيطان، فقط لأنه فقد خدمات الروح القدس.. تلك هي النرجسية في ارذل معانيها، وذلك هو الأنا المتضخم حين يخرج عن السيطرة ويتحول الى تسونامي، مركز زلزاله في ابو ظبي، ومد امواجه على تونس وضواحيها.