<img src=http://www.babnet.net/images/2b/bgennale260217.jpg width=100 align=left border=0>
نصرالدين السويلمي
لماذا يصر ابناء تونس واحرارها على تقديم بلادهم كأفضل ما يكون أمام محيطها العربي والاقليمي بينما تصر طائفة من هذا الشعب على طمس المنجز الايجابي وتصدير صورة قاتمة ان لم تكن من جنس الفضائح فهي من سلالة الذل ، لماذا يصر الاحرار على تقديم تونس في وشاح الثورة والحرية والعدالة تحث السير للحاق بركب الأمم التي تحكمت في مصيرها وملكت مقدراتها ، بينما يصر البعض على تقديم بلادنا كمدجنة للتفسخ الاخلاقي والديني وكرافعة للدكتاتوريات وعرابة للمجازر والدماء ، لماذا لا نعمل معا على تصدير الصورة الجيدة النيرة التي تقبلها الفطرة ويهضمها العقل السليم وتتجانس مع تاريخنا الحالف ؟ لماذا يصر بعض الجهلاء على اعادة تعريف القبح والجمال ، الخير والشر ، الحلم والحمق ، الفضيلة والرذيلة ..
لقد بحت الاصوات التي تطالب بضرورة التمرد على الظلم والفقر والخوف ، فأصرت بعض الطوائف النافذة على عكس ذلك فتمردت على الفضيلة و الاخلاق وعلى الثورة حين اشتعلت واقتلعت ، كما تمردت على الفطرة والحرية والعدل ، وكأنّ هذه الكائنات تشكلت لممارسة الطمس والتعتيم على الصورة الجميلة المشرقة لتونس والترويج لصور القاتمة ملوثة ، لنكتشف لاحقا ان الاقلية المنبتة وبحكم امتلاكها للمال والاعلام ومراكز النفوذ نجحت في تشويه صورة بلادنا وشعبنا وتمكنت من فضحنا زورا وبهتانا في اكثر من مناسبة ، فعلوا ذلك عن قصد ومازالوا مصرين على المضي في سلوكهم المشين ، يتمتعون حين تلوك الالسن بلادهم ويتوسعون في نشوتهم عندما توضع تونس وشعبها تحت وابل القصف المركز.
ولأننا نعيش بين كائنات امتهنت الفضائح ، اصبحنا اذا مر اليوم دون مصائب ، دخلنا في موجة جديدة من القللق عما سيفصح عنه اليوم الموالي ، تتابعت علينا المصائب ولاحقتنا الفضائح من لدن ثلة موتورة تأبى الترجل عن شذوذها . هذه المرة اجتمع علينا يوتوب وارشيفه والنت وخديجة بن قنة ، لا ندري كيف امتدت يد صحفية الجزيرة الى فضيحة طوتها الشهور واعادت بعثها من جديد لتنتشر كالنار في الهشيم ، ارقام قياسية حققها الفيديو الذي عربدت فيه الممثلة نجوى ميلاد واحدثت واطنبت في الحديث المزطول المغبور المفيون ، حال وضعت خديجة الفيديو على صفحتها طارت به الصفحات الاخرى واحيته من جديد وفتحت الجرح ، لينسى النشطاء العرب تونس الثورة والكرامة والحرية والعدالة وينشغلوا بتونس الخمر والتطاول على بيت النبوة والعبث بالمقدسات والترويج للحرام وتحسينه والدعوة للإقبال عليه .
على الارجح ان الفعلة ليست فعلة خديجة وانما فعلة المشرفين على صفحتها ، لانه لا مصلحة لبن قنة في تعذيبنا بهذا الاسفنج المتعفن الذي يمتص الفضائح ولا يشبع ، تعلم بن قنة ان شعب تونس شيد الزيتونة اول جامعة في العالم الاسلامي وانتج اول ثورة في العالم العربي ، كما تعلم انه لكل جواد كبوة وان كبوتنا في بعض من رقّتهم انظمة البطش الى مرتبة نخبة وهم ابرياء من ذلك براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، غفر الله لك خديجة حين حركت الماخور ففزع النشطاء بعضهم انصف واغلبهم جمع الكل في سلة واحدة ورجم الاسفنجة وتونس وشعبها والمؤسف ان سحب الفيديو من رحم اليوتوب تزامن مع مسألة الزطلة التي شاعت بدورها خارج حدودنا ، فاستحكمت الحلقات واصبحنا شعب حشيش وشراب بعد ان كنا لوقت قريب شعب سبعطاش اربعطاش .
نعلم ان كل الشعوب لديها اعاقاتها الحضارية ، لكن مصيبتنا كبيرة ليس لان الاعاقات متوفرة بغزارة ، لا ابدا ، بل لان افعال الثلة المعاقة متطرفة شديدة الفتك ، حين تمارس الفضائح تمارسها بعمق وشراهة واخلاص ، انهم يحبون الفضائح حبا جما ، لذلك تبقى الفضيحة عالقة خانسة حتى اذا اتاها من يهمسها من مرقدها في اليوتوب او الجوجل عادة الى حدتها الاولى وعدنا معها نصارع الاحراج وندفع عن شرف بلاد شريفة تصر السحالب على تلويثها .
Comments
19 de 19 commentaires pour l'article 138965