قرطاج 2019 : الامارات تقطع الطريق على الغنوشي وتنزل بثقلها خلف مرزوق

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/marzoukgannouchi230217.jpg width=100 align=left border=0>



نصرالدين السويلمي

نجحت الامارات العربية المتحدة في الجمع بين محسن مرزوق وخليفة حفتر ، حدث ذلك بعد سلسلة من اللقاءات توسطت فيها السفارة الاماراتية في تونس والمستشار لدى الاسرة الحاكمة العقيد محمد دحلان الى جانب لقاءات اخرى تسربت ولم يؤكدها مرزوق ولا حركة مشروع تونس قيل انها تمت في العاصمة الفرنسية باريس واخبار اخرى عن لقاءات بين مرزوق وشخصيات مصرية رفض مشير القاهرة ان تتم بشكل معلن خشية ان تتوتر علاقته بالرئيس السبسي ومن ثم يكون قد خسر دعم الرئاسة والحكومة التونسية لانقلابه الدموي ، لذلك اوصت الحكومة المصرية اجهزتها التي تنسق مع مرزوق ومجموعته بعدم التحرك تحت العدسات حتى لا تثير قصر قرطاج الذي يعتبر مرزوق احد اهم الشخصيات الطامحة لخلافة الرئيس والشخصية الوحيدة التي بحثت وتبحث الى يوم الناس هذا في امكانية الوصول الى القصر قبل انتهاء عهدة السبسي وباي الطرق كانت ، حتى وان كان مرزوق خسر الكثير من حضضوه في الوصول المبكر الى الضاحية الشمالية واصبح من الصعب ان يزيح الباجي قبل نهاية التوقيت القانوني وحتى ان شارك في ازاحته فلن تؤول اليه المقاليد لأسباب دستورية واخرى شعبية .
...


*لماذا حفتر بالذات
بات من الواضح ان مرزوق وبعد فشله في تسويق نفسه كشخصية جامعة لخصوم النهضة وبقية الاحزاب المحسوبة على ثورة سبعطاش ، جنح الى التخندق الاسهل والاكثر سيولة ، واختار ان يدخل بشكل كامل تحت جناح عبد الله بن زايد العائد بقوة الى الساحة التونسية من بوابة جبهة الانقاذ طبعة ثانية وعبر النشاطات المكثفة لغلامه الوفي محمد دحلان ، والمتابع لنسق التحركات الاماراتية المباشرة او غير المباشرة سيدرك انه ومنذ اسفرت ابو ظبي عن نيتها في طلب ود الثورة المضادة من جديد واختارت مرزوق كوكيل لمشروعها في تونس من خلال نسخته المعدلة بعد فشل النسخة الاولى ، سيدرك ان مرزوق ومنذ ذلك الحين شرع في تصعيد لهجته ضد حركة النهضة واعتمد خطابا اقصائيا لا يتجانس مع تركيبته "المثعلبة " ، لم تكن تلك رغبة صاحب المشروع بقدر ما كانت توصيات مفروضة من طرف الراعي الاماراتي ، ففي عرف عبد الله بن زايد لا يمكن الحديث عن ثورة ناجحة مهما كانت التضحيات ومها تطلب ذلك من اموال ، وان كان لابد من ذر الرماد واعلان نصف نجاح ، فلا يقبل عبد الله من وكلائه الحديث عن شراكة مع الإسلاميين باي شكل ، تلك خطوطه الحمراء التي تجاوزها السبسي ودفعت منظومة 2014 ثمنها ، حين وصلت الفاتورة الى حد منع التونسيين من التأشيرة ، حدث ذلك لأول مرة منذ التام شمل ابو ظبي على دبي والفجيرة والشارقة وغيرها من امارات الامارات ، منذ انفجر النفط بغزارة فولد ارخبيلا من الشر .

*ابو ظبي تضغط على السيسي ؟
بعد قرارها الرهان على مرزوق كحصان رابح او كجواد في عرف لغة الضاد المهذبة ، تعرضت الامارات الى صعوبات كبيرة في تسويقه لدى الدول العربية ، فبعد ان فشلت اواخر 2015 في مخاتلة الجزائر وانتهت وساطتها لمرزوق لدى قصر المرادية بجفاء وحالة صد قاسية ، اتجهت الى بعض الدول الاخرى وعرضت استضافته على هامش مناسبات مفتعلة الهدف منها عملية التسويق لا غير ، لكنها لم تحقق الكثير على هذا الصعيد ، في حين تجاهل العاهل المغربي بعض الاشارات وقدم اشارات معاكسة مفادها ان مثل هذه الأمور من اختصاص حكومة بن كيران ، ويعرف امراء ابو ظبي ماذا يعني الملك حين يحول احد مطالبهم الى الاسلامي بن كيران ، امام هذا الوضع لم يبقى الا المشير السيسي ، الذي لا يستطيع رفض مطالب عبد الله بن زايد ولي نعمة الانقلاب ، لكنه سعى جاهدا لإقناع الاخطبوط الاماراتي بضرورة التروي والحذر من بناء علاقة متطورة مع أي شخصية لا يرضى عنها الرئيس التونسي لان الوضع الذي يعيشه النظام المصري يبحث عن دعم الدول والشرعيات اكثر من دعم الشخصيات والاحزاب ، وانتهى الامر الى فتح ابواب القاهرة امام مرزوق لكن بأشكل حذرة وغير رسمية ، هذا ما تؤكده الاخبار المتذبذبة حول لقاء زعيم المشروع بالعددي من روافد السيسي وكذا ببعض مستشاريه .

*الحملة الانتخابية المبكرة
لم يعد من الممكن ان يستسلم مرزوق لوعود امريكية بالتمكين كانت اطلقتها هيلاري المنهزمة ، في حين يعلم ان انتظار المدد من ملياردير البيت الابيض وعربيد السياسية الامريكية كانتظار الثروة من قاعة القمار ، لذلك ارتمى في حضن ابو ظبي وسلم مقاليده الى حكامها ، في سباق مع الزمن لترقيته اقليميا ودوليا ، وبخلاف المعتاد في الحملات الانتخابية شرع مرزوق في الترويج لشخصه خارج تونس في ما تلوح محاكاة لتحركات زعيم النهضة راشد الغنوشي ، واذا اخذنا في الحسبان ما صرحت به بعض النخب القريبة او اللصيقة بمرزوق عن الغنوشي واتهامه بالقيام بحملة انتخابية يهدف منها الترويج لنفسه عبر سلسلة من التحركات الخارجية التي وصفت بالمكوكية ، يمكن التأكيد ان مرزوق شرع في ملاحقة الغنوشي ويحاول احداث التوازن ، وبينما دخل زعيم النهضة الى الملف الليبي من بوابة طرابلس دخلها مرزوقي من بوابة طبرق ولعل ذلك يأتي كخطوة اماراتية لقطع الطريق امام الاخبار التي تحدثت عن استعداد الغنوشي الذهاب الى طبرق واللقاء بحفتر وغيره من الفرقاء ، ولا يمكن الحديث هنا عن المصالحة والصلح وحقن الدماء والاخوة .. لان الامر يتعلق بعملية تسويق ومجارات ، بعدما اقتنع مرزوق ان الغنوشي خصمه في الاروقة المؤدية لاستحقاق 2019 ، واصبح لزاما عليه ان يجاري تكتيكه حتى لا يفلت وتتسع الهوة ويصبح من الاستحالة اللحاق به ، اذًا لا دخل لمرزوق بالفِرق المتشاكسة في ليبيا وربما اختلط عليه الامر بين الكتائب والقبائل ، ولعله اعتبر المداخلة الواجهة الشرعية لتنظيم الدولة بينما هم الواجهة الدينية لخليفة حفتر ، بايعوه على المنشط والمكره وان لا ينازعون الامر اهله "اهله يعني خليفة بلقاسم حفتر" ! وانما ينصب هم مرزوق على مراقبة الغنوشي والرد على تحركاته بتحركات موازية الهدف منها احداث التوازن ، لكن لا تبدو هذه المحاولات جدية امام تحركات وزانة وفي الصميم يقوم بها زعيم النهضة تقابلها تحركات متشنجة تبحث عن تسجيل الحضور على الركح مهما كانت الوجهة ، إذْ لا يمكن المقارنة بين الصين والهند والجزائر وتركيا وبين شارع في بنغازي تحرسه الفرقة 777 المنبثقة من نخبة الجيش المصري ، والبون اكثر من شاسع بين الغنوشي الذي تحرك باتجاه قطر فاقنعها بتمويل المؤتمر الدولى للاستثمار "تونس 2020" ، ومرزوق الذي تحرك باتجاه صقلية وما راج من اخبار حول الرحلة المحفوفة .

اذا ايقن مرزوق ان الغنوشي دخل السباق الرئاسي من البوابة الاقليمية وليس امامه الا ملاحقته ، فعليه الارتقاء بنوعية تحركاته وتحسين وجهته بشكل كبير ، فلانه لا يمكن مجاراة نسق الغريم الذي يروح ويغدو على اردوغان تركيا بلقاء ملغم مركون مع دحلان المطرود من غزة ، مثلما لا يمكن موازنة لقاء بوتفليقة الجزائر بلقاء حفتر طبرق ، وليس امام مرزوق غير خيارين ، إما ان يحسن شروط التنافس او الانسحاب لصالح شخصيات اخرى وازنة وقادرة على ترتيب لقاءات محترمة بعيدا عن زعماء الكتائب والميليشيات ولو مع الوزير الاول لدولة موريتانيا يحي ولد حدمين..

ثم اتراها هانت تونس الثورة الى حد تسليم مقالدها الى رئيس يعتبر دحلان مستودع اسراره وحفتر رمزه العسكري وابن زايد سيده !




   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


21 de 21 commentaires pour l'article 138826

Fethi Mnasri  (Tunisia)  |Jeudi 23 Février 2017 à 23h 10m |           
عشم محسن مزورب في قرطاج هو كطمع ابيلس في الجنة ...الامارات تخسر في فلوسها و سيهزمو ن و يولون الدبر ...مرزوق لا يسوى فلس في سوق السياسة ...و اوراقه مكشوفة و رائحته تزكم الانوف ...

Ahmed Beyoub  (France)  |Jeudi 23 Février 2017 à 20h 39m |           
La libye est un grand pourpier....trop de factions qui se disputent ....
certains sont même des ennemis idéologiques. et un rapprochement entre eux est impossible....mais il peut y avoir des concessions temporairement ..
les étrangers ennemis du monde arabe et l'islam ont mis trop d'armes sur la saine libyenne ...et ont exploité un maximum les richesses de ce pays..
on ne sait pas qui va sortir gagnant de cette guerre civile...
le seul point positif est: les belligérants commencent a être fatigués....

LA TUNISIE NE PEUT PAS METTRE SES ŒUFS DANS UN SEUL PANIER (choisir un des belligérants)
alors la diplomatie tunisienne fait jouer ses partis dans la saine libyenne et chacun selon ses affinités...
Ghanouchi fait des contacts avec les islamistes...
Marzouki avec ses amis haftariches ....
et il y aura certainement d'autres avec d'autres factions..

BCS et la diplomatie Tunisienne sont intelligents et ils ont prévu ceci depuis longtemps.....rappelez vous de ce qu'avait dit BCS depuis 3 ou 4 ans.....

nous faisons notre maximum pour nos frères libyens et c'est tout ce que nous pouvons faire
que dieu les aide

Kerker  (France)  |Jeudi 23 Février 2017 à 16h 41m |           
"ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله"

"إنّما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون"
إنّ ربّي و ربّكم واسع عليم يؤتي الملك من يشاء و ينزع الملك ممّن يشاء، يصطفي من بيننا وليّا يزيده بسطة في العلم و الحكمة و الجسم.

Sami Jarrar  (Tunisia)  |Jeudi 23 Février 2017 à 13h 46m |           
************

MedTunisie  (Tunisia)  |Jeudi 23 Février 2017 à 13h 43m |           
الشعب التونسي و الليبي يعرفون جيدا ما هو دو الايمارات و محسن مرزوق و اتباعهم و الأكيد ان حبل الخير يضعف و لن ينقطع مهما فعل و تآمر مرزوق و الايمارات و حفتر و السيسي و اهل الشر جميعهم

Amar Abou  (Tunisia)  |Jeudi 23 Février 2017 à 11h 44m |           
أين الاستخبارات التونسية أين القضاء واالعدالة وأين الاعلام التونسي فهل هومورط في اللعبة القذرة ان هذا الثعبان ينتقل بين أحضاان االانقلابيين دولا وأشخاص وما من ساكن يتحرك ورغم ذلك فلن تنطلي على الشعب فللثورة رجال ونساء يحمونها

Portugal  (Portugal)  |Jeudi 23 Février 2017 à 11h 43m | Par           
لو واصل على هذا المنوال ولم يترشح الغنوشي ( لا نستطيع تأكيد او نفي نيته في الترشح) فإن سقط المتاع مرزوڤ قد يصبح رئيسا. فالتاريخ يعيد نفسه بسرعة وخاصة في تونس لعدّة أسباب منها ما قاله الدكتور المرزوقي في ما يخصّ الفساد و الانحطاط....ووو و لأن اغلب التونسيين يريدون الهندي المقشر حتى وان سلبتهم الحرّية و الكرامة. المرزوڤ قد يصبح رئيسا لأنّ الاستسلام وعدم المثابرة وعدم رسم أهداف بعيدة المدى من كرامات أهل تونس. فيجد الطريق سهلة ومنبسطة أمامه كما وجدها النداء ذلك الكائن الخبيث. لعنة الله على كلّ طماع سفيه حقود

Portugal  (Portugal)  |Jeudi 23 Février 2017 à 11h 43m | Par           
لو واصل على هذا المنوال ولم يترشح الغنوشي ( لا نستطيع تأكيد او نفي نيته في الترشح) فإن سقط المتاع مرزوڤ قد يصبح رئيسا. فالتاريخ يعيد نفسه بسرعة وخاصة في تونس لعدّة أسباب منها ما قاله الدكتور المرزوقي في ما يخصّ الفساد و الانحطاط....ووو و لأن اغلب التونسيين يريدون الهندي المقشر حتى وان سلبتهم الحرّية و الكرامة. المرزوڤ قد يصبح رئيسا لأنّ الاستسلام وعدم المثابرة وعدم رسم أهداف بعيدة المدى من كرامات أهل تونس. فيجد الطريق سهلة ومنبسطة أمامه كما وجدها النداء ذلك الكائن الخبيث. لعنة الله على كلّ طماع سفيه حقود

Jraidawalasfour  (Switzerland)  |Jeudi 23 Février 2017 à 11h 21m |           
Le pays est en Etat d'alerte et d'urgence >>>>> Messieurs les Traitres du Nation....Notre T U N I S I E n'est pas à vendre ou à louer !!!


Sinbad  (Qatar)  |Jeudi 23 Février 2017 à 11h 16m |           
مراهنة الامارات على مرزوق مراهنة خاسرة وتعبر عن غباء سياسي فالرجل مرفوض في تونس ومع بروز أسماء أكثر قبول لدى التوانسة من قبيل مهدي جمعة فلن يكون له أس حظ
الامارات دفعت مرزوق لنهايته لهذه الخطوة فهو سيبدو في مواجهة تونس ومصر والجزائر إذا ما رفض حفتر الاتفاق بعد لقائه به مما يعني أنه ذهب لضرب الاتفاق وهذا لن يقبل من أحد وخاصة الجزائر ودون رضا الجزائر لن يدخل قرطاج أبدا

Jraidawalasfour  (Switzerland)  |Jeudi 23 Février 2017 à 11h 11m |           
لن تؤول اليه المقاليد لأسباب دستورية واخرى شعبية ووطنية.... فالخلفان ابناء الغلمان...خــــــــادمي الـــــــحـــــرامـــــيــــيــــن والمجرمين...مهندسي شركـــــــات تصديــــــر وتمويـــــــل الإرهاب وتبييض وغسل الأمـــــــــــوال القذرة والمنهوبة من الشعوب الغلبانة أكبر المتسببيــــــــــــــن في بلاوات العالم الحر..

Karimyousef  (France)  |Jeudi 23 Février 2017 à 10h 57m | Par           
Marzoug est immature pour être président,il souffre d'un narcissisme pathologique. Ghannouchi se trompe complètement s'il envisage de se présenter aux présidentielles.il risque de dilapider son capital de sympathie. La Tunisie a besoin d'une personnalité moins clivante et plus consensuelle.quelqu'un issu du centre et moins marqué par l'idéologie.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Jeudi 23 Février 2017 à 10h 23m |           
تنافس عادي وأزلي بين هابيل وقابيل

Myassine  (Tunisia)  |Jeudi 23 Février 2017 à 10h 19m |           
أحسن جملة قلتها: "اتراها هانت تونس الثورة الى حد تسليم مقالدها الى رئيس يعتبر دحلان مستودع اسراره وحفتر رمزه العسكري وابن زايد سيده "

Elghazali  (France)  |Jeudi 23 Février 2017 à 09h 26m |           
El chaytan wala El Ikhouan. Tout sauf Ghanouchi. El Mounafik El Akbar.

Mnasbad  (Tunisia)  |Jeudi 23 Février 2017 à 09h 18m |           
راحت على مرزوق منذ زمان هي ورقة واحترقت هو مكشوف لدى الشعب

Tuttifrutti  (Singapore)  |Jeudi 23 Février 2017 à 09h 07m |           
مرزوق ظهر مزروب فرفاش

Wissem_latrach  (Tunisia)  |Jeudi 23 Février 2017 à 08h 46m |           
هي حملة انتخابية مبكرة ولكنها لصالح الغنوشي وليست لصالح مرزوق

Kamelnet  (Tunisia)  |Jeudi 23 Février 2017 à 08h 15m | Par           
هاذا ليس نميمة يا من تستشهدون بالدين لماصلحكم فقط هاذا توضيح لصور ومواقف واحداث يعرفها كل للناس وليسة معلومات سرية!!!!!

Malek07  (Tunisia)  |Jeudi 23 Février 2017 à 08h 10m |           
تحليل رائع ولكن العنوان تنقصه كلمة "الإمارات تحاول أن...." لأنها لن تستطيع

Mhamed Mansour  (Tunisia)  |Jeudi 23 Février 2017 à 07h 57m | Par           
Ce type est mieux renseigné que nos services de renseignements C'est une machine pour diviser le pays inna an amimatou achaddou mina alkattel


babnet
All Radio in One    
*.*.*