<img src=http://www.babnet.net/images/1b/marzoukile250415.jpg width=100 align=left border=0>
رأي القدس
يتعرض المنصف المرزوقي لحملة جديدة كبيرة تتهمه بـ«تشويه سمعة التونسيين» تضمنت انتقادات من قبل بعض السياسيين وتهديدات بمقاضاته فيما قاد عدد من النشطاء حملة الكترونية كبيرة لطرده من البلاد وتجمع عشرات المتظاهرين يوم الأحد الماضي في الحي الذي يسكنه بمدينة سوسة للاحتجاج على ما اعتبروه تصريحات أدلى بها مؤخراً والتي «رأوا فيها خدشاً لكرامة التوانسة».
تسلّط الحادثة المذكورة الضوء على جانب مستجدّ /قديم في العمل السياسي ليس في تونس ولكن في العالم أيضاً، فهو، من جهة، استمرار قديم لممارسات الحرب الدعائية (البروباغاندا) وتستخدم فيها الإشاعة والأكاذيب والمبالغات والألعاب الجاسوسية، وهو، من جهة أخرى، نتاج تقنيات التواصل الاجتماعي والعولميّ والقرصنة الرقمية الجديدة والتي صارت سلاحاً خطيراً شاهدنا آثاره في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، وتصاعدت الصيحات في أوروبا للمطالبة للتأهب لأشكال أخرى منه في الانتخابات العديدة الجارية حاليّا في القارّة، وخصوصاً في فرنسا وهولندا اللتين تتعرّضان لهجمة شرسة من اليمين العنصريّ الذي تعلّم الكثير من حملة دونالد ترامب ومن التحالف «الالكتروني» وغير الالكتروني مع روسيا، ويسميها البعض ظاهرة «ما بعد الحقيقة» Post-Truth، أو يكتفي البعض بتسميتها بـ«الأخبار المزيفة».
يتعرض المنصف المرزوقي لحملة جديدة كبيرة تتهمه بـ«تشويه سمعة التونسيين» تضمنت انتقادات من قبل بعض السياسيين وتهديدات بمقاضاته فيما قاد عدد من النشطاء حملة الكترونية كبيرة لطرده من البلاد وتجمع عشرات المتظاهرين يوم الأحد الماضي في الحي الذي يسكنه بمدينة سوسة للاحتجاج على ما اعتبروه تصريحات أدلى بها مؤخراً والتي «رأوا فيها خدشاً لكرامة التوانسة».
تسلّط الحادثة المذكورة الضوء على جانب مستجدّ /قديم في العمل السياسي ليس في تونس ولكن في العالم أيضاً، فهو، من جهة، استمرار قديم لممارسات الحرب الدعائية (البروباغاندا) وتستخدم فيها الإشاعة والأكاذيب والمبالغات والألعاب الجاسوسية، وهو، من جهة أخرى، نتاج تقنيات التواصل الاجتماعي والعولميّ والقرصنة الرقمية الجديدة والتي صارت سلاحاً خطيراً شاهدنا آثاره في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، وتصاعدت الصيحات في أوروبا للمطالبة للتأهب لأشكال أخرى منه في الانتخابات العديدة الجارية حاليّا في القارّة، وخصوصاً في فرنسا وهولندا اللتين تتعرّضان لهجمة شرسة من اليمين العنصريّ الذي تعلّم الكثير من حملة دونالد ترامب ومن التحالف «الالكتروني» وغير الالكتروني مع روسيا، ويسميها البعض ظاهرة «ما بعد الحقيقة» Post-Truth، أو يكتفي البعض بتسميتها بـ«الأخبار المزيفة».
تعتبر حادثة المرزوقي نموذجيّة لتوصيف الظاهرة ففي مقابلة له على القناة القطرية «الجزيرة» أكّدأنه المحسوبية والرشوة والعمل السيئ والكذب والنفاق ليست متعلقة بجينات التونسي ولكن «بطبيعة النظام السياسي المجتمعي الموجود»، ورغم الوضوح المتناهي في الدفاع عن التوانسة وربط الظواهر السلبية في المجتمع بطبيعة النظام السياسي فقد قامت عدد من وسائل الإعلام باجتزاء المقابلة وحذف الفقرة التي تتهم النظام السياسي بإفساد المجتمع التونسي، وبعد ذلك تنامت كرة الثلج السيئة النوايا بحيث رأينا تعليقات السياسيين ومطالبات الناشطين وحراكهم من دون أن يكلّف أحد منهم نفسه بالعودة إلى المقابلة الحقيقية لا المجتزأة فسمعنا نائباً في البرلمان يتهم المرزوقي «بإهانة الشعب التونسي» و«نعته بأبشع النعوت في وسيلة إعلام أجنبية» بل إن النائب لم يتورع عن وصف رئيس لم يعرف عنه غير نظافة اليد والعمل الحقوقي لعقود وقبول نتائج الانتخابات بسلاسة بـ«المرتزق» وبأنه «وصمة عار في تاريخ تونس»!
تتحدى الاتهامات التي كيلت للمرزوقي العقل والمنطق وهي أولى بوصفها بأنها تسيء للشعب التونسي لأنها، أولاً، لا تتحرّى الدقّة في النقل بل تعتمد الخبر الشائع والمنقول، وثانياً، لأن الشعب التونسي ثار على نظام ينشر الفساد والنفاق والكذب والمحسوبية (بالضبط كما قال المرزوقي)، وكانت الحكومات المتتابعة بعد الثورة، بما فيها الحكومة الحالية، تتعهد بمحاربة هذه الظواهر، وبالتالي فالمرزوقي لم يأت بجديد.
الحملة، كما هو واضح، ذات طبيعة سياسية تحرّكها جهات، تجد، كما يبدو، في شخص المرزوقي وإرثه الحقوقي والسياسي، وكذلك نشاطه الحالي ـ رغم أن الغالب عليه الكتابة والظهور في الإعلام وأداء المحاضرات ـ تهديداً لمصالحها ونفوذها.
لقد قال رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد نفسه إن الحرب على الفساد أصعب من الحرب على الإرهاب، وهو إقرار بأن مراكز نفوذ الفاسدين في موقع قويّ جدّاً وهي تشنّ حروبها المضادة على الحكومة، وكذلك على من يفضحون هذه المراكز ويشهّرون بها، ومن هنا نفهم سبب هذه الحملة المتجددة وشعبويتها وشراستها ولكننّا لا نفهم أسباب وقوع كثيرين ضحايا لأحابيلها.
رداً على الحملة ضده اكتفى المرزوقي بنشر شريط المقابلة كاملا والتعليق عليها بالقول «لو كتبت لا إله إلا الله لحذفوا «إلا الله» وطلبوا محاكمتي بتهمة الإلحاد. التدليس عندهم غريزة».
Comments
8 de 8 commentaires pour l'article 138338