ذكرى 14 جانفي .. بين المنجز والمأمول

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/samirabdelli.jpg width=100 align=left border=0>


سمير عبدلي

لا يمكن لأي كان أن ينكر 14 جانفي كحدث تاريخي في بلادنا، قلب رأسا على عقب المنظومة المجتمعية والسياسية للدولة، وبعيدا عن الروايات والقراءات للأحداث، بين من يعتبر الأحداث ثورة، وبين من يعتبرها انقلابا، وبين من يعتبرها انتفاضة عفويّة أدت الى هروب الرئيس الأسبق بن علي، وبين هذا وذاك، فإننا نعتبرها إنجازا للشعب التونسي وفرصة تاريخية حتى يمتطي قطار التقدّم والازدهار الحقيقييّن.

...

نعم نحن ندفع فاتورة هذا الإنجاز، لكنها ليست بفاتورة باهظة من أجل التمتع بالحريّة والديمقراطية والكرامة للشعب. مؤسساتنا منتخبة وديمقراطية وشرعية ولن تتحقق مآرب المتربصين بالبلاد من الداخل و الخارج.
لدينا اليوم حكومة شابّة، معارضة متجذّرة وأخرى ناشئة، واتحاد شغل عريق يحقق التوازن، على الكلّ ان يساهم في المشهد السياسي دون ان يمسّ بالأمن القومي والسلم الاجتماعي، هو خط أحمر لا يجب تخطيه اذا أردنا المرور الى النموّ الاقتصادي وتحقيق الكرامة للشعب و حلّ أزمة بطالة الشباب و التنمية في الجهات المحرومة.
هذا هو رهاننا اليوم، وهولن يتحقق مع الفوضى واتباع ارهابيي الرأي وسياسة الجلب الى الوراء.
نحن ندعو الجميع، شعبا وحكومة، الى مزيد من اليقظة لصدّ كلّ من تخوّل له نفسه العودة بنا الى المربع الأول، مع التحلّي بروح المسؤولية في عدم السير خلف من يعمل على اسقاط الدولة ومؤسساتها بتعلّة الاحتجاج الغير سلمي ولا مسؤول. بعضهم يستفزّ الشارع عبر المنابر الإعلامية، خدمة لأجندات غير وطنية، وغايات خبيثة وغير مسؤولة، لتسويق الفوضى والأفكار الآثمة، يسوّقون لثورة الشعب على الشعب، والكلّ ضدّ الكلّ، ورمي البلاد والعباد نحو المجهول، هذا لعب بالنّار، لعب بحاضر البلاد ومستقبلها. انّ تونس للجميع، تونس ارث وحاضر ومستقبل لجميع التونسيين، نتعاون جميعا من أجل اعلاء رايتها.
انّه لمن الضروري اليوم، التكاتف والتآزر والاتحاد حول هذا المشروع الوطني الذي يجمعنا، وكلّ من موقعه، من أجل حاضرنا ومستقبلنا.
ثروتنا في اختلافات رؤانا، فلا للتصادم، ثروتنا في وحدة ايماننا، ايمان راسخ بحبّ الوطن والدفاع عنه والعمل من أجل مناعته ورقيّه. انّ الشعب التونسي ضرب موعدا مع التاريخ، غيّر المشهد الدولي، غيّر التاريخ الإنساني الحديث، لكن اليوم، فهو أمام التحدّي الأكبر، عساه أن يضرب موعدا مع المستقبل، و تأمين غد أفضل لاجيالنا.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 136887

MOUSALIM  (Tunisia)  |Dimanche 15 Janvier 2017 à 07h 10m |           
خطبة جميلة ومتوازنة تذكرني بخطب محسن مرزوق ..

Mandhouj  (France)  |Samedi 14 Janvier 2017 à 13h 05m |           
المهم أن يستمر الشعب في نضاله ، من أجل العدالة الاجتماعية ، من أجل ديمقراطية تضع المواطن (ساكن المدينة ، القرية ، الريف ) في عمق القرار ..
تبقى الأولويات المستعجلة :
- إستكمال المسارات العالقة ، المسار الدستوري ، مسار العدالة الانتقالية/المصالحة الوطنية ،
- محاربة جادة للفساد ،

هكذا يمكن أن نصنع الدولة القوية و يمكن أن نضع مسار تنموي يدفع لتحقيق أهداف الثورة .

تحيا تونس الثورة .


babnet
All Radio in One    
*.*.*