<img src=http://www.babnet.net/images/2b/abassitunisia2020.jpg width=100 align=left border=0>
نصرالدين السويلمي
يهدف الاستثمار الى تنمية الاقتصاد وانعاشه، كما يعتبر الاستثمار وسيلة الانفاق الافضل لتحقيق المزيد من التكسب ، ولبعث حالة من الاستثمار الناجحة يجب ان تتمكن أي من المشاريع المستهدفة من توفير شرطين اثنين ، بعث مناصب للشغل تستقطب اليد العاملة وتسهم في امتصاص البطالة، ثم الحصول على عائدات مادية بأشكال مباشرة "تنمية الرصيد النقدي" او بأشكال غير مباشرة "توسعة القطاع المعني او احداث قطاعات اخرى و ليدة" ، وحتى يامن المستثمر و يركن الى التجربة على البلد المعني توفير جملة من الضمانات ، اهمها معالجة قوانين الضرائب بما يسهم في تدفق الاستثمار بسلاسة دون الحاق الضرر بخزينة الدولة ، وتوضيح قانون الافلاس والابتعاد به عن الغموض والتعقيد، مع القضاء على البيروقراطية لتسهيل تدفق الاستثمار ومن ثم انغماسه دون الحاجة الى مقدمات ادارية مرهقة قد تنتهي بإجلائه ، هذا الى جانب العديد من الخطوات الاخرى على غرار التحكم في سعر العملة والابتعاد بها عن الارتباك والتذبذب .
يهدف الاستثمار الى تنمية الاقتصاد وانعاشه، كما يعتبر الاستثمار وسيلة الانفاق الافضل لتحقيق المزيد من التكسب ، ولبعث حالة من الاستثمار الناجحة يجب ان تتمكن أي من المشاريع المستهدفة من توفير شرطين اثنين ، بعث مناصب للشغل تستقطب اليد العاملة وتسهم في امتصاص البطالة، ثم الحصول على عائدات مادية بأشكال مباشرة "تنمية الرصيد النقدي" او بأشكال غير مباشرة "توسعة القطاع المعني او احداث قطاعات اخرى و ليدة" ، وحتى يامن المستثمر و يركن الى التجربة على البلد المعني توفير جملة من الضمانات ، اهمها معالجة قوانين الضرائب بما يسهم في تدفق الاستثمار بسلاسة دون الحاق الضرر بخزينة الدولة ، وتوضيح قانون الافلاس والابتعاد به عن الغموض والتعقيد، مع القضاء على البيروقراطية لتسهيل تدفق الاستثمار ومن ثم انغماسه دون الحاجة الى مقدمات ادارية مرهقة قد تنتهي بإجلائه ، هذا الى جانب العديد من الخطوات الاخرى على غرار التحكم في سعر العملة والابتعاد بها عن الارتباك والتذبذب .
تلك بعض الضمانات الاساسية واخرى مكلمة من شانها تحسين شروط الاستثمار ، لكن الاهم من كل ذلك هو عامل الانتاج ثم الامن ، ولان راس المال جبان وحذر ، لا يمكنه الانزال فوق ارضية متوترة منهكة بالحروب او القلاقل الداخلية ، ولعل العدو الاول للاستثمار يتمثل في غياب اليد العاملة او عزوفها وجنوحها الى الاستهتار، والاكيد انه والى جانب غياب الامن يفزع المستثمر من الاضرابات، ومن سمته البحث الدؤوب على مناخات تتسم بالانضباط والجدية والاقبال ، وان كان راس المال يخشى من الاضرابات المطلبية المشطة وحتى العادلة نظرا لغريزة الاجحاف لديه وشراهته للربح السريع ،الا ان المال الوافد او الاستثمار الخارجي عادة ما يكون الافضل في انفاقه على جرايات العمال من المستثمر المحلي، يعود ذلك في الغالب الى القدرة على التسويق والتحكم الاحترافي في هامش الربح وايضا الحظوة التي يتمتع بها المال الوافد على حساب المال المحلي .
من هنا يحق القول ان اخطر الاشارات السلبية التي يمكن ان تجابه تدفق الاستثمار هو الترهل الامني ومشاعية الاضرابات ، وان كانت الجهود تضافرت في تونس لتحجيم ظاهرة الانفلات الامني فان هاجس الاضرابات ما زال العدو الاول للاستثمار ، هذا إذا تحدثنا عن الاضرابات العشوائية او العربدة لتحقيق مكاسب على حساب أي شيء ، اما ما وقع في تونس قبيل مؤتمر الاستثمار فهو هندسة دقيقة لفصول المعركة وحالة من الاستعمال الفج لأسلحة غير تقليدية ، واي فضاضة أكبر من اعلان الاضراب العام عشية التحضير للمؤتمر الموعود ، ثم واي رسالة تلك التي ستصل الى رجل المال "الجبان" الذي يسعى الى ضخ امواله فوق ارضية ناعمة، هادئة، جاهزة لاستقباله، بلا منغصات ، فاذا به على بعد اسبوع واحد من اضراب عام لا يمكن ان يتم اقراره الا في حالات استثنائية توحي بوجود صراع طاحن بين سلطة الاشراف والتمثيلية النقابية ، او بمحاولة مبيّتة لأسقاط النظام، والأكيد ان رجال المال يعلمون ان الاضراب العام يعني كل ذلك واكثر ، بل يعني ان البلاد على شفا الافلاس وربما الاحتراب الأهلي، وهي اشارات كافية لإجلائه على جناح السرعة بعيدا عن بر تونس، تعلم قيادات الاتحاد ان 30 الف اضراب اسهمت في اقتلاع عشرات المؤسسات الاجنبية ، نقول اقتلاع ! بمعنى مؤسسات مستقرة على الارض وتعمل ربها منذ سنوات واختارت الرحيل تحت وقع التهشيم المنظم، اختارت الهروب رغم ما يترتب عن ذلك من خسائر مادية ومن تفكيك ونقل واجراءات اخرى كالبحث عن تربة جديدة صالحة لبعث المشروع الهارب من جحيم الاضرابات المدمرة .
سيستقبل المستثمر رسالة الاتحاد تحت العديد من العناوين المفزعة ، اهمها ان السلطة التي تستضيفكم وتسعى الى تعبيد الطريق امام مشاريعكم ليست هي الفاعل الاساسي ولا هي الضامن الحقيقي لأموالكم ، وان الكلمة الفصل في البلاد لمن استقبل استثماراتكم بالإضراب العام ، والاخطر شعور المستثمر بان الامر لا يتعلق بمطلبية وتحسين شروط وانما بتناحر سياسي يتمترس بالمشاريع وان في هذه البلاد فرقاء سياسة وايديولوجيا يتراشقون من داخل المصانع ، وان الفصائل الايديولوجية التي تنكرت لها الصناديق باتت تتخندق في المؤسسات العامة والخاصة ثم ومن هناك تخوض معارك استنزاف الديمقراطية، وتحرك كتائبها المنتشرة في مفاصل الدولة والمنبثة داخل مؤسسات المجتمع المدني، تبحث عن خارطة طريق التفافية ومتقشفة، تجنبها معمعة الجماهير والشارع والصناديق ومكاتب الاقتراع ..تجنبها كل ذلك الهرج المدني ، تبحث عن ضربة عابرة او عملية جراحية خاطفة ، ربما كتلك التي اقدم عليها المشير عبد الفتاح السيسي ولعلها تحنو الى خطة صاحب البراميل المتفجرة ! إن كان هذا او ذاك ما يهم في المحصلة هو تجميد التعامل مع الانتخابات الى اجل غير مسمى واحداث ممرات جانبية بعيدة عن هيئة صرصار.
تلك هدية حسين العباسي لمؤتمر الاستثمار ..لا لا تلك هدية الامين العام المرتقب لمؤتمر الاستثمار.. لا لا تلك هدية خصوم الامين العام المرتقب لمؤتمر الاستثمار ..تلك هدية القوة الاستئصالية داخل الاتحاد ، تلك التي فشلت في الدفع بحليفها السياسي المؤدلج الى السلطة وفشلت في انتزاع الامانة العامة للاتحاد ، بينما نجحت في خلخلة البلاد منذ تاريخ 14 جانفي 2011 !!! فقط منذ ذلك التاريخ لا غير ..إذا كانت قبله تغط او تخط !!
Comments
8 de 8 commentaires pour l'article 134678