‏كيفما اليوم: أمّ الفضائح (قضيّة مونيكا غيت)

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/billmonicaaaa.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم مهدي الزغديدي
#‏كيفما_اليوم


كيفما اليوم 17 أوت 1998 اعترف الرئيس الأمريكي باقامة علاقة غير شرعيّة مع المتربّصة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي.
...

في 20 جانفي 1993 أصبح الحاكم السابق لولاية أركناس عن الحزب الديمقراطي بيل كلينتون الرئيس الثاني والأربعون للولايات المتحدة الأمريكيّة, وثالث أصغر رئيس لها بعد كينيدي وروزفالت (ولد في 19 أوت 1946). عرفت فترة هذا الرئيس الشاب نجاحات نسبيّة (حسب وجهة النظر الأمريكيّة) أمام التحدّيات التي وجدها أمامه. فقد كان أوّل رئيس أمريكي بعد الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي, وكان اللاعب الرئيسي في مفاوضات السلام بين الفلسطينيّين والصهاينة, كما كان عليه مواجهة عدّة تحدّيات تركها سلفه جورج بوش الأب مفتوحة, كحرب البلقان وحرب الصومال المشاكل الافريقيّة والمواجهة مع صدّام حسين وصعود طالبان في أفغانستان ومواجهة محاولات العودة الى الشيوعيّة في دول أوروبا الشرقيّة. وقد نجح فيها نسبيّا حسب المنظور الأمركي. كما أنه حوّل عجز ميزانيّة الدولة الى فائض يقدّر بـ559 مليار دولار. كما تمّ في عهده خلق 22 مليون موطن شغل وانتشال 7 مليون أمريكي من خطّ الفقر. كما نجح في الترفيع في الأجور مقابل التخفيض في نسبة الضرائب ممّا مكّن أكبر عدد ممكن من الأمريكان من امتلاك مساكنهم الخاصّة.

لكن مع ذلك فقد عرف عهده أكبر فضيحة لرئيس أمريكي في التاريخ. فقد كان خصوم بيل كلينتون يعلمون ضعفه أمام النساء, فكانوا ينبشون في تاريخ علاقاته النسائيّة. وقد بدأ المستشار المستقلّ كينيث ستار في التحقيق في عدّة بلاغات حول كلينتون منذ أن كان حاكما لأركناس. وفي أوت 1997 أضاف ستار ملفّا جديدا للقضيّة فجّر فضيحة شغلت الرأي العام الأمريكي. فقد سلّمت الموضفة في البيت الأبيض ليندا تريب لستار تسجيلات هاتفيّة بينها وبين زميلتها مونيكا لوينسكي تعترف لها هذه الأخيرة باقامة علاقة غير شرعيّة مع الرئيس الأمريكي. كانت مونيكا لوينسكي ذات الأصول اليهوديّة طالبة عاديّة في كاليفورنيا في غرب البلاد, قبل أن تتحصّل في جويلية 1995 على تربّص في البيت الأبيض, بفضل علاقات والديها.
ورغم نفيها في بداية المساءلة, اضطرّت المتدرّبة السابقة للبيت الأبيض في 28 جويلية 1998 للاعتراف باقامتها لعلاقة غير شرعيّة في المكتب البيضاوي مع الرئيس كلينتون بين سنتي 1995 و1997. نفى هذا الأخير في مساءلته كلّ هذه التهم. لكن أمام محاصرته بعدّة أدلّة دامغة, اضطرّ الرئيس بيل كلينتون في نهار كيفما اليوم 17 أوت 1998 أن يعترف أمام الشعب بكذبه وبصحّة الاتهامات الموجّهة له. كانت الأنظار متجهة لزوجته هيلاري رودمان, في انتظار موقفها, بعدما أصبح مستقبل زوجها بين يديها. لكنّها أعلنت عدم تتبعه قضائيّا بتهمة الزنا وعفوها عنه, ممّا زاد في شعبيّتها وزوجها لدى الأمريكان. وقد اعتبر عدّة ملاحظون في تلك الفترة, أن سيدة البيت الأبيض لها عدّة طموحات سياسيّة, وهو ما جعلها تتخذ هذا الموقف حتى تعزّز من صورتها. وهو ما تأكّد, بعد أن صارت وزيرة للخارجيّة في أوّل فترة الرئيس أوباما, واختيرت مؤخّرا كممثلة للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة بعد أن فشلت في ذلك أمام أوباما قبل 8 سنوات. لكن خصوم بيل الكلينتون, خصوصا منهم الجمهوريّين, حاولوا استغلال الفرصة لتحطيمه. فقد نجحوا في استصدار قرار من مجلس النوّاب في 19 ديسمبر 1998 يقضي باقالة بيل كلينتون من منصبه كرئيس للبلاد بتهم الكذب وحنث اليمين وعرقلة سير العدالة في قضيّة ما أصبح يعرف بـ"مونيكا غيت". الّا أن مجلس الشيوخ نقض هذا القرار في 12 فيفري 1999, ليواصل كلينتون مهامه حتى 20 جانفي 2001.
عند مغادرته للرئاسة, كان بيل كلينتون يحظى بنسبة تأييد بلغت 65%، وهي النسبة الأعلى لأي رئيس أمريكي بعد الحرب العالمية الثانية. كما اتضح أن 70% من الأمريكين لا يتفقون مع تهم مجلس النوّاب, ممّا أثار التساؤلات حول دور وسائل الاعلام الموالية لكلنتون في التأثير على الرأي بحيث حوّلت أكبر فضيحة رئيس أمريكي الى مكسب سياسي للزوجين بيل وهيلاري, مازالا يستثمرانها الى اليوم لمحاولة العودة في جانفي القادم الى البيت الأبيض.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 129690

Hassine Hamza  (Tunisia)  |Mercredi 17 Août 2016 à 14h 26m |           
محاسن القيم النمطية في أبهى تجلّياتها

=

يمثلها رئيس سابق لأكبر دولة في العالم : "كلينتون"

والرئيس السابق للبنك الدولي : "ستروس كاهن"

والرئيس السابق للديموقراطية الوحيدة في الشرق اﻷوسط : إسرائيل


وهم من أشرس المنادين بحرية المرأة والمساواة المطلقة بين المرأة والرجل

...

وغايتهم واضحة إلاّ على اﻷعمى أوْ اﻷعشى


babnet
All Radio in One    
*.*.*