<img src=http://www.babnet.net/images/2b/chahedrouasajami3at.jpg width=100 align=left border=0>
أبو مـــــــازن، جامعي
أيها السادة تسارعتم الى المكلف بتشكيل الحكومة و عين تفيض دمعا على التعليم العالي وتدني المستوى و تفاقم المشاكل و غياب الاصلاح وعين أخرى تطمح لكرسي الوزارة أو تعيين وزير طيّع يلبّي نزوات مجلس رؤساء الجامعات هذا الهيكل الذي منحكم صلاحيات واسعة فاقت في بعض الأحيان صلاحيات الوزير.
لست أكتب دفاعا على بودن المنتهية وزارته والتي لم تول للقطاع اصلاحات جوهرية تحسن من حاله و تحفظ له سمعة طيبة نالها في غابر الأيام بل جرّني للحديث تنصل رؤساء الجامعات من مسؤولياتهم عن الوضع المتردي و فيهم المنتخبون لفترة ثانية أي بمعنى عمر رئاسته يوازي عمر الثورة التونسية. قلتم تعالوا نشكّل الحديد ما دام أحمرا مزهرا خرج للتو من الفرن فاتصلتم بالشاهد الذي يبدو أن أمر حكومته لم يحسم بعد و أن الحكاية ستطول كالعادة فهل تكمن فعلا مصلحة الوطن في التظلم لدى مكلف بتشكيل حكومة لم يصادق عليها بعد البرلمان وهل يكمن الاصلاح في تغيير أو المحافظة على وزير التعليم العالي.
أيها السادة تسارعتم الى المكلف بتشكيل الحكومة و عين تفيض دمعا على التعليم العالي وتدني المستوى و تفاقم المشاكل و غياب الاصلاح وعين أخرى تطمح لكرسي الوزارة أو تعيين وزير طيّع يلبّي نزوات مجلس رؤساء الجامعات هذا الهيكل الذي منحكم صلاحيات واسعة فاقت في بعض الأحيان صلاحيات الوزير.
لست أكتب دفاعا على بودن المنتهية وزارته والتي لم تول للقطاع اصلاحات جوهرية تحسن من حاله و تحفظ له سمعة طيبة نالها في غابر الأيام بل جرّني للحديث تنصل رؤساء الجامعات من مسؤولياتهم عن الوضع المتردي و فيهم المنتخبون لفترة ثانية أي بمعنى عمر رئاسته يوازي عمر الثورة التونسية. قلتم تعالوا نشكّل الحديد ما دام أحمرا مزهرا خرج للتو من الفرن فاتصلتم بالشاهد الذي يبدو أن أمر حكومته لم يحسم بعد و أن الحكاية ستطول كالعادة فهل تكمن فعلا مصلحة الوطن في التظلم لدى مكلف بتشكيل حكومة لم يصادق عليها بعد البرلمان وهل يكمن الاصلاح في تغيير أو المحافظة على وزير التعليم العالي.
ظللتم في ذلك المنصب لسنوات أو انتخبتم منذ ما يزيد عن السنتين فماذا قدمتم لجامعاتكم وهل كانت لديكم خطة اصلاح واضحة المعالم ترسم دربا يسلكه الجامعيون والطلبة أم اكتفيتم بالادارة الروتينية للمشاغل اليومية: صرف الأجور، مفاوضات اجتماعية مع النقابات مهمات بالخارج، ملفات الانتداب والتعاقد،... لعل "قطب الجامعات" بتونس العاصمة هو المبادر بالاتصال بالشاهد و لعل رؤساء جامعات الداخل التونسي هم المنقادون كالعادة لمثل هذه التحركات يستدعون للامضاء والدعم والمساندة كما فعلوا من قبل لمّا دونوا مسودّة موازية لمشروع اصلاح التعليم العالي والتي احتوت على نزوات "الحرية الأكاديمية" و "الاستقلالية" و الرئاسة لخمس سنوات و استحدثت مصطلح "الانتماء الوطني". الجامعيون يذكرون كيف رفضت أغلب المجالس العلمية المشروع الفضيحة الذي جاء لينغص الاصلاح المتعطل أصلا ويغيض الوزير في ذلك الوقت لا سيما وقد صدرت في تلك الأيام عريضة فضيحة أمضى فيها ما يناهز الثلاثين نائبا من نداء تونس قبل الانقسام على الاطاحة بالوزير بودن.
ليعلم القارئ أنّ مجلس رؤساء الجامعات صاحب قرار وجزء من سلطة الإشراف يقاسم الوزير و المديرين العامين للتعليم العالي "سدة الحكم" ولكنهم يتملصّون اليوم من المسؤولية فيما آلت إليه أوضاع التعليم العالي ليتحملها الوزير الحالي و بعض إدارته. ليعلم المطلع أيضا أن هؤلاء لم يغيروا فعليا واقع جامعاتهم التي ظلت على علتها فخرجت عن التصنيف العالمي و افتقدت "الاعتماد" لتبقى خارج السياق العالمي تصنّع شهادات لا يعترف بها خارج حدود الوطن. ليعلم القارئ أن التعليم العالي في تونس لا زال يساير طرقا رسمت في سبعينات و ثمانيات القرن الماضي و أنّ رؤساء الجامعات السابقين والحاليين مساهمون في المحافظة على هذا النهج المعوج الذي أسس كما اتفق والذي ينتصر فيه من تقاسموا المصالح الحزبية أو الايديولوجية أو القطاعية فتغيب النظرة الشاملة لقطاع التعليم العالي ويهبّ كل طرف "ينده على صلاح بلادو".
الرسالة الموجهة تبيّن قصر نظر وتعجّل لوبي رؤساء الجامعات لمّا تصوروا أنّ الشاهد يملك الترياق الذي يشفي قطاع التعليم العالي وأنّ لديه أسماء مقترحة لوزارة هذا القطاع منفردا أو مجتمعا في قطب التربية والتعليم و أمام الرجل مراحل عدة لتشكيل هذه الحكومة المرتقبة وصولات وجولات في البرلمان لنيل الثقة بأغلبية يفترض أن تتجاوز المائة والثلاثين. الجماعة تناسوا ضعط الأحزاب و لوبيات المال والأعمال والادارة العميقة و "السند" الاقليمي للجمهورية الثانية و راحوا يبحثون عن تزكية أحدهم للوزارة لا سيما وأنّه قد انتخب مرتين كرئيس جامعة ولم يعد له بعد هذه السنة الا العودة الى المدرج والمحفظة.
Comments
10 de 10 commentaires pour l'article 129634