<img src=http://www.babnet.net/images/1b/istanbul160716.jpg width=100 align=left border=0>
أبو مــــازن
ليس غريبا أن يحصل انقلاب للجيش التركي بين عشية وضحاها على الحكومة الشرعية التي أفرزتها الانتخابات فقد حدث مثل هذا الأمر عديد المرات في تركيا فاعتاد الأتراك على اذاعة البيان الأول و الدعوة للأحكام العرفية واقتياد السياسيين الى السجون والمحاكم. وليس غريبا أن ينهض الشعب التركي مدافعا عن ديمقراطيته فتتوحد صفوف السلطة والمعارضة فلا نافورة ولا أرز بالفاكهة بل تحدّ لعدد من الدبابات الجاثمة في الميادين العامة والشوارع الرئيسية و محاولة لاستدراج العسكريين الانقلابيين لندم قد يأتي بعفو.
ليس غريبا ايضا أن تتريث الدول الكبرى و الشخصيات المؤثرة في السياسية العالمية في اصدار الانطباعات عموما وحسم الامر ان كانوا ضد أو مع الانقلاب بعد أن جربوا مآلات الانقلاب في مصر. لقد بقوا لساعات عدة متأرجحين بين دعم خفي و تنصل مشوب بالنفاق وانتظروا ربما طلوع الصباح على اسطنبول وأنقرة ليتبينوا الخيط الأبيض من الخيط الأسود. ولكن لوقفة الشعب التركي معاني عديدة جديرة بالدراسة بعد أن جعلت أصحاب القرار العالمي يحسمون أمرهم قبل اللجوء الى النوم فيساندون ببيانات مقتضبة الحكومة الشرعية و الديمقراطية. لقد تيقنوا أن الشعوب باتت على مستوى متقدم من الفهم لما يقع وأنها لا تريد أن تخسر ما جنته من تقدم اقتصادي بعد أن حملتها الانقلابات الى مطبات العجز و التداين والارتهان للبنك الدولي.
ليس غريبا أن يحصل انقلاب للجيش التركي بين عشية وضحاها على الحكومة الشرعية التي أفرزتها الانتخابات فقد حدث مثل هذا الأمر عديد المرات في تركيا فاعتاد الأتراك على اذاعة البيان الأول و الدعوة للأحكام العرفية واقتياد السياسيين الى السجون والمحاكم. وليس غريبا أن ينهض الشعب التركي مدافعا عن ديمقراطيته فتتوحد صفوف السلطة والمعارضة فلا نافورة ولا أرز بالفاكهة بل تحدّ لعدد من الدبابات الجاثمة في الميادين العامة والشوارع الرئيسية و محاولة لاستدراج العسكريين الانقلابيين لندم قد يأتي بعفو.
ليس غريبا ايضا أن تتريث الدول الكبرى و الشخصيات المؤثرة في السياسية العالمية في اصدار الانطباعات عموما وحسم الامر ان كانوا ضد أو مع الانقلاب بعد أن جربوا مآلات الانقلاب في مصر. لقد بقوا لساعات عدة متأرجحين بين دعم خفي و تنصل مشوب بالنفاق وانتظروا ربما طلوع الصباح على اسطنبول وأنقرة ليتبينوا الخيط الأبيض من الخيط الأسود. ولكن لوقفة الشعب التركي معاني عديدة جديرة بالدراسة بعد أن جعلت أصحاب القرار العالمي يحسمون أمرهم قبل اللجوء الى النوم فيساندون ببيانات مقتضبة الحكومة الشرعية و الديمقراطية. لقد تيقنوا أن الشعوب باتت على مستوى متقدم من الفهم لما يقع وأنها لا تريد أن تخسر ما جنته من تقدم اقتصادي بعد أن حملتها الانقلابات الى مطبات العجز و التداين والارتهان للبنك الدولي.
الغريب هو حال نخبتنا الحمقاء البلهاء التي لا تكاد تستوعب درسا في السياسة والاستراتيجيات الدولية حتى تنساه لتستقر في اذهانها المصابة بالصدأ صور الستينات والسبعينات لما فرضت الدبابة ديمقراطية مزيفة و ولولت المغنيات لنصر مزيف ورقصت الراقصات لزعيم مزيف يأتمر بأمر الكيان الصهيوني. كانت فرحتهم منتظرة في ظرف كهذا لاسيما بعد المراجعات التي اتخذها اردوغان في علاقاته بروسيا والكيان الصهيوني فعلم المستنبطون أن الاستكبار العالمي يطارده وأن خلاصه مرهون بصدق الأصوات التي نالها من شعبه.
نخبتنا الحمقاء والمعولة على الانقلابات سارعت في التهليل لسقوط اردوغان "الارهابي" و"الاخواني" على حد زعمهم مادامت كؤوسهم ملآنة بالايديولوجيا الحاقدة التي تمنعهم من النظر الى التقدم الاقتصادي التي أضحت عليه تركيا و الوعي الشعبي بخطر انتصاب الدبابات في الشوارع و الميادين. أغلب التصريحات والتغريدات و الستاتييات جاءت على عجل لتشرّع للدم وتلغي صندوق الاقتراع. هؤلاء هم أول من يكفر بالديمقراطية التي لا تنصفهم ولا تقف في صفهم و أول من يستهين بالشعب اذا هيأ لهم الانقلاب متكأ و فرشا و مكانا عليّا فيغدق عليهم المال و يمتّعهم الى حين. فرحة لم تدم سوى سويعات ولكنها كشفت حقيقة مقيتة انّ عددا من نخبتنا على مراد الله لا يؤمن بالصندوق و لا حكم الشعب للشعب و لا يعرف الكرامة ولا الوطنية كما يدّعون بل هم مستعدون للتآمر على الوطن من أجل كأس تقرع لمّا تنطلق الدبابات لتقتل شعبا أعزل ولمّا تزهق أرواح المئات والآلاف في مذابح آثمة.
من يستمع بعد كل ما حدث الى هذه النخبة التي كثيرا ما ادعت الفهم و حاولت اضفاء صورة قاتمة لإرادة الشعب التونسي فنعتته بالجهل وعدم التمييز بين الغث والسمين و قللت من أهمية تصويته فأعلنوا مقولة "الأغلبية الصامتة" واتخذوا المنابر الاعلامية المشبوهة لتمرير أفكارهم الخبيثة علّهم يزدادون عددا وعدّة. من منّا لا يزال يعوّل على فهم النخبة الحمقاء للواقع لانارة الرأي العام عبر تحاليل و آراء يفرضها الاعلام فرضا على الأذهان. هؤلاء لا يفهمون السياسة في الداخل ولا الخارج بل هم حبيسو آرائهم الايديولوجية و غاياتهم الضيقة و ربحهم الصافي من سلطة انقلابية قد تستقر هنا أو هناك. لا تنسوا أن أغلبهم تحمل مخاطر السفر لمصر الانقلاب ليشارك في ثورة "الفنانين و الفنانات" ولكن بعضهم لاقى الطرد و الاستهزاء والازدراء ومع ذلك لا يستفيدون من دروس الحياة.
هؤلاء هم أصحاب العقول البسيطة وقد اختارهم المخلوع واستعان بهم قبل أن تأتي بهم الثورة للاعلام فيتقلدوا فيه مناصب متقدمة ويمسكون بزمام التلهية و "التشليك" للثورة ولكل من حلم بجمهورية ثانية و آمن بدستور لم يكتب على عجل. نعم فرحة لم تدم ولكنهم لن يعتدلوا فيراجعون مواقفهم بل ستزيدهم الأيام حنقا وبغضا لكل نفس ديمقراطي في العالم يحترم آراء الشعوب و يقف اجلالا لحق تقرير المصير وبناء الدولة الوطنية بكل ما تعنيه الكلمة.
Comments
26 de 26 commentaires pour l'article 128390