ما لم يقال على لسان سليم الرياحي

<img src=http://www.babnet.net/images/7/sfax.jpg width=100 align=left border=0>


سمير القرماسي

أثار البيان الذي أصدره السيد سليم الرياحي رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر حول حادثة الشاب الذي أحرق نفسه أمام مقر ولاية صفاقس ردود فعل كبيرة بعد أن صمتت العديد من الأحزاب عن تلك المأساة التي تذركنا بالشرارة التي أشعلت الثورة التونسية يوم 17 ديسمبر 2010 . و تكتسي أهمية موقف الرياحي كون حزبه هو احد أضلاع الائتلاف الحاكم وهو ما يشكل رؤية نقدية من الداخل لأداء السلطة التنفيذية ممثلة في شخص والي صفاقس .

...

لا أحد يرفض تطبيق القانون المتعلق بالانتصاب الفوضوي و السوق الموازية لكن من الضروري أيضا التعامل بمرونة عند تفعيل القوانين و مراعاة الاوضاع الاجتماعية الهشة التي تعيشها البلاد بسبب تفشي البطالة و التهميش لدى فئات كبيرة من الشباب . و كان الأولى تطبيق القانون على بارونات التهريب و الحيتان الكبيرة الذين يكسبون أموالا طائلة عوض مطاردة شاب يبحث عن لقمة العيش لإعالة أسرته عبر بيع بعض علب السجائر . و لعله من المخجل فعلا أن تتم مصادرة مصدر رزق شاب بسيط لنفرض عليه الالتحاق بطابور الفقراء و المعدمين .
كان الاولى بوالي صفاقس أن يستمع الى هذا الشاب الذي لجأ اليه ليستقبله و يحادثه و يعطيه فرصة لتصحيح وضعه او مساعدته على كسب رزقه من مورد آخر عوض غلق الأبواب و استدعاء الأمن و التشدد في تطبيق القانون ، لأنه من المفروض أن تتغير آليات و طرق التعامل مع المواطنين بعد الثورة ، لكن يبدو أن هذا الوالي الذي لم تفرزه الانتخابات مازال بعيدا عن هذا السلوك لأنه محسوب على النظام القديم و مازال وفيا للأساليب و المعالجات الأمنية التي يعلم التونسيين المآل الذي انتهت إليه في وطننا .
إن قضية هذا الشاب الذي يصارع الموت في وطنه يجب أن يحظى بأولوية مطلقة لدى الجميع لأنه مواطن تونسي له الحق أن يعيش بكرامة في وطنه و على رئيس الحكومة و وزير الداخلية أن يراجعا مقاييس التعيينات عند اختيار المسؤولين الجهويين ليكونوا قادرين على التواصل مع مشاغل المواطنين و مساعدتهم على حل مشاكلهم .




   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 113332


babnet
All Radio in One    
*.*.*